سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جونز يريد وقفاً سريعاً لإطلاق النار ... وإدارة أوباما تتجه لتعيين مبعوث خاص بعملية السلام . مستشارو كلينتون ينصحون بمبادرة انقاذية مستعجلة لعملية السلام
خلال شهادتها أمام الكونغرس ونيلها الثقة لتولي مهمات وزارة الخارجية، عكس خطاب الوزيرة المقبلة هيلاري كلينتون استعجالا لإرساء نمط جديد في السياسة الخارجية وتوجها للاسراع في انقاذ عملية السلام من مخاطر القتال في غزة، بشكل قد يدفع الادارة الجديدة الى تبني مبادرات سلام في وقت مبكر وتعيين فريق متكامل لاجتياز الامتحان الديبلوماسي الأول للادارة في غزة. واذ أكدت كلينتون في شهادتها على ضرورة التحرك لإنعاش عملية السلام وطبقا لحل الدولتين ووضعت المهمة ضمن أولويات الادارة الجديدة في المنطقة، يرى مارتن أنديك المسؤول السابق لشؤون الشرق الأدنى في ادارة بيل كلينتون والمستشار المقرب من الوزيرة كلينتون، أن أحداث غزة تضع ملف عملية السلام على"نار حامية"وتجعل من مهمة الانخراط الأميركي في النزاع"أمرا الزاميا ومستعجلا بدلا من أن يكون فقط مصلحة سياسية واستراتيجية لواشنطن". ويشير انديك في مقال نشرته مجلة"تايم"انه على رغم التعقيدات التي تضعها أزمة غزة أمام عملية السلام فأنها تخلق"نوعا من الفرصة"لاستعادة الدور الأميركي واكتساب الرئيس الجديد باراك أوباما من خلالها انطلاقة ديبلوماسية قوية لإدارته. ويعتبر انديك أن على أوباما وكلينتون العمل، ومنذ الأسبوع المقبل، على اطلاق مبادرة أميركية جديدة للخروج من الأزمة واثبات فعالية فريقه الجديد. وعن هذه المبادرة يرى المسؤول السابق أنها ستنطلق بداية بالسعي الى وقف اطلاق النار، وهو ما قد ينال موافقة الطرفين،"حماس"واسرائيل، لناحية التوقيت واقتراب الانتخابات الاسرائيلية من جهة ومخاوف الحركة الاسلامية من خسارة قبضتها على غزة. وتشير مصادر قريبة من الادارة الأميركية الجديدة أن التصور لأي وقف اطلاق نار أو هدنة جديدة، يجب أن يستند الى وقف اطلاق"حماس"الصواريخ على اسرائيل، وفي المقابل وقف العمليات الاسرائيلية الهجومية، كما سيعتمد على ايجاد آلية دولية لمنع تسريب الأسلحة الثقيلة لحماس واشراك السلطة الفلسطينية في حماية المعابر لتلقي المساعدات الانسانية واعادة الاعمار. وتفرض الأزمة الاقتصادية والتحديات التي تواجهها واشنطن، توكيل ملف عملية السلام الى الخارجية والوزيرة كلينتون ومساعديها وبينهم دنيس روس، فيما سينحصر دور أوباما بالتركيز على المفاوضات الأشمل بين الطرفين. ويحض أنديك على بداية مبكرة لهذه المفاوضات تبدأ من خلال رسم أوباما رؤيته لحل نهائي شامل للنزاع العربي - الاسرائيلي ودعوة قيادات اقليمية الى واشنطن في وقت مبكر للالتقاء حول الأهداف المشتركة. ويرى المسؤول السابق أن على الرئيس الجديد اعلان سلسلة آليات للوصول الى هذه الأهداف بينها استئناف مفاوضات الحل النهائي بين الاسرائيليين والفلسطينيين واعادة بناء الاقتصاد الفلسطيني والقوات الأمنية الفلسطينية ورعاية واشنطن للمحادثات بين سورية واسرائيل الى جانب ايجاد صيغة عملية للمبادرة العربية للسلام. وسيساعد في الخروج بهكذا مبادرة وجود وجوه مخضرمة في الادارة الجديدة معنية مباشرة بملف عملية السلام مثل مستشار الأمن القومي جايمس جونز الذي تولى الاشراف على المساعدات الأمنية للسلطة الفلسطينية في الأشهر الأخيرة لادارة جورج بوش. وتنقل أوساط التقت جونز مخاوفه من اطالة أمد النزاع في غزة، ومن أن يؤدي ذلك الى انهيار شامل في عملية السلام وحتى في الانجازات التي حققتها وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس في الضفة الغربية. وستتجه ادارة أوباما بحسب صحيفة"نيويورك تايمز"الى تعيين مبعوث خاص بعملية السلام الى جانب روس، وتدرس سلسلة أسماء بينها ريتشارد هاس مدير مجلس العلاقات الخارجية ودانيال كرتزر السفير السابق لدى اسرائيل. الا أن الصحيفة تشير إلى أن كلينتون قد تتمهل قبل تعيين هذا المبعوث لتفحص الوقائع على الأرض، اذ قد يعني تعيين شخصية بوزن السناتور السابق جورج ميتشل الذي قاد مسيرة السلام في ايرلندا تفاؤلا أميركيا بمسار العملية.