طالب الرئيس السوري بشار الاسد امس، خلال استقباله وزير الخارجية الاسباني ميغيل انخيل موراتينوس، الدول الأوروبية بممارسة"ضغوط"على اسرائيل حتى توقف هجومها العسكري على قطاع غزة. واتصل وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير مع زميله الايراني وسيتصل مع وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل في شأن تسهيل تطبيق القرار الدولي 1860 الذي ينص على وقف اطلاق النار في غزة في وقت اعلن رئيس الوزراء الدنماركي فوغ راسموسن تأييده الموقف الاسرائيلي واتهامة"حماس"بأنها سبب الأزمة. وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية سانا ان الرئيس الاسد اكد لموراتينوس"ضرورة تكثيف الدول الاوروبية لجهودها للضغط على اسرائيل لوقف العدوان الإسرائيلي فوراً ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وفتح المعابر كافة من دون استثناء". كما شدد على"اهمية انفتاح الدول الاوروبية على جميع الاطراف في الساحة الفلسطينية لضمان الوصول الى حلول ناجعة تنعكس ايجاباً على الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم اكد موراتينوس ان"سورية تأمل القيام بدور بنّاء لوضع حد للوضع المأساوي في غزة". وقال موراتينوس:"إننا نريد ان تقوم جميع الأطراف بأدوار لوضع حد لهذه المأساة. ومن الضروري التوصل الى وقف لإطلاق النار في اسرع وقت ممكن". وذكر انه سيتوجه لاحقاً الى اسرائيل والى مصر غداً الاربعاء اليوم. واضاف:"اننا نعمل على الصعيدين الديبلوماسي والسياسي لوقف العمليات الاسرائيلية ووضع حد لإطلاق صواريخ"حماس"ضد اسرائيل". وقال المعلم إنه يتعين على اسرائيل وقف"عدوانها على قطاع غزة". واوضح المعلم ان سورية"تقدمت بأفكار"حول وقف اطلاق النار، مضيفاً"يجب الا نساوي بين الضحية والجلاد". وقال إن ما يحدث في غزة"عدوان سافر، ويتعين على اسرائيل ان توقفه"موضحاً"عندما نتحدث عن وقف اطلاق النار هذا يعني وقف العدوان الاسرائيلي ووقف اطلاق الصواريخ". الموقف الفرنسي وفي باريس قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية اريك شوفالييه إن وزير الخارجية برنار كوشنير يواصل اتصالاته الرفيعة المستوى مع الأطراف الرئيسية في المنطقة، من أجل التوصل الى تطبيق القرار 1860 الذي ينص على وقف اطلاق النار في غزة. ولفت الى ان هذه الاتصالات تتزامن مع جلسة المشاورات في مجلس الأمن عشية توجه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى الشرق الأوسط، ما يظهر استمرار الديناميكية على الأرض في المنطقة وعلى الساحة الدولية، كما يبرز التناسق بينهما. وذكر ان كوشنير أجرى اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي وذكره بالأهمية التي تعلقها فرنسا على تطبيق القرار 1860، كما حض ايران على المساهمة في ذلك بشكل مؤثر واستخدام نفوذها لدى"حماس". وأضاف ان كوشنير اتصل ايضاً بوزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط وبوزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك، وقوم معهما مدى تقدم الوساطة المصرية واطلع على تقديراتهما للوضع. ومضى يقول إن كوشنير بصدد الاتصال بوزيري الخارجية السعودي سعود الفيصل والسوري وليد المعلم ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مؤكداً أن"هذا يشير بوضوح الى مدى انخراط فرنسا في السعي لتطبيق القرار 1860 الذي ينص ليس فقط على وقف اطلاق النار وانما يشمل عناصر الخروج من الأزمة". وفي عمّان جدد العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني دعوته المجتمع الدولي للعمل من اجل الضغط على اسرائيل كي"توقف عدوانها العبثي"على قطاع غزة. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبدالله قوله خلال استقباله وزير الخارجية البرازيلي سيلسو اموريم إن"على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤوليته ويضغط على اسرائيل لتنفيذ قرار مجلس الامن الدولي 1860 ووقف عدوانها العبثي على قطاع غزة وما يسببه من كارثة انسانية لا يقبل السكوت عليها". واكد الملك على"ضرورة بلورة موقف دولي فاعل يلزم اسرائيل وقف العدوان ويعالج المأساة الانسانية في غزة". وشدد على ضرورة ان"يتبع وقف العدوان جهد دولي جاد وفاعل لحل الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة". الدنمارك تدافع عن اسرائيل وفي كوبنهاغن دافع رئيس الوزراء الدنماركي اندرس فوغ راسموسن عن اسرائيل التي قال"إنها تتعرض لانتقادات احادية"، ودان حركة حماس"المسؤولة الوحيدة عن النزاع"في نظره. وقال راسموسن في لقاء مع الصحافيين في كوبنهاغن إن"حماس هي التي نقضت الهدنة وهاجمت اسرائيل بالصواريخ"رافضاً توجيه انتقاد للجيش الاسرائيلي لا سيما لقصف المدارس التي ترعاها الاممالمتحدة. واعتبر"غير معقول ان تسعى حماس الى الاحتماء وراء المدنيين"مؤكداً ان رد الدولة العبرية"شرعي"في الدفاع عن نفسها وانتقد"الذين ينتقدون اسرائيل بشكل احادي". وخلافا لوزير خارجيته بير ستيغ مولر الذي يرى ان اسرائيل تفرط في استخدام القوة، اعرب راسموسن عن"استغرابه الكبير لهذا الجدل حول الإفراط". وقال إن"التحدث عن ذلك موقف مريع بالنسبة للارواح البشرية ومقتل كل شخص يعتبر مريعا. وسقوط عشرة قتلى اسرائيليين فقط لا يعني انه يجب عدم مهاجمة حماس". نشر في العدد: 16721 ت.م: 2009-01-14 ص: 13 ط: الرياض