لم يصرف الاهتمام اللبناني الرسمي بالجهود الدولية والعربية لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، عن الالتفات الى ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية، في ضوء دعوة أركان الدولة كل الفصائل والقوى الفلسطينية الى الترفع عن الخلافات والحفاظ على الوحدة الداخلية في مواجهة التداعيات الأمنية والسياسية المترتبة على حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القطاع، فيما تراجعت امس المخاوف من ان يكون لدى عاملي التنظيفات اللذين أوقفتهما القوة الإيطالية العاملة في"يونيفيل"للاشتباه بحيازتهما مادة تفجيرية، أي نيات عدوانية بحسب التحقيقات الأولية التي تجريها معهما مديرية المخابرات في الجيش اللبناني. راجع ص 5 ولعل البارز أمس في ملف العلاقات اللبنانية - الفلسطينية ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان اثناء استقباله الأمين العام ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"نايف حواتمة من ان لبنان"ليس بعيداً من ترتيب شؤون الفلسطينيين وتسهيل أمورهم الحياتية وهذا يتطلب تعاوناً بين الدولة والفلسطينيين يبدأ بتنفيذ ما اتفق عليه القادة اللبنانيون على طاولة الحوار بإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات". وإذ أمل سليمان في التوصل الى وقف للنار في غزة قبل مؤتمر الكويت الاقتصادي، أكد ان"لا يحق لإسرائيل التذرع بإطلاق الصواريخ لأنها هي السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم في إنشاء دولتهم المستقلة وفقاً لمبادرة بيروت العربية للسلام، والرد على الصواريخ التي أطلقت من جنوبلبنان من قبلها مدان لأنها استبقت التحقيقات التي تجريها"يونيفيل"والجيش اللبناني وهذا يدل على نياتها السيئة". ولفت حواتمة الى ان"الموقف الواقعي الفلسطيني هو مع لبنان وضد توظيف جنوبه، وما حصل هناك لا يمثل الشعب الفلسطيني"، مبدياً أمله في ان تكشف التحقيقات هوية المرتكبين. وفي السياق نفسه أكد حواتمة بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري ان المخيمات الفلسطينية"لن تكون إلا تحت سيادة القانون اللبناني، فيما أكد بري لدى استقباله اعضاء السلك القنصلي في لبنان، ضرورة التضامن الداخلي، وقال:"بلدنا في طريق التعافي على رغم بطء السلحفاة الذي يسير فيه العمل الحكومي". الى ذلك، تابعت أمس الأوساط الديبلوماسية العربية والأجنبية توقيف القوة الإيطالية في"يونيفيل"عاملي تنظيفات في مقر قيادتها في تبنين للاشتباه بمادة موضوعة في حقيبة بداخلها الأدوات التي يستخدمانها في صيانتهما وتنظيفهما للقاعدة، وتبين لها من خلال تواصلها مع القيادات الرسمية والأمنية ان القضية أعطيت اكبر من حجمها، واستبعدت ان تكون لديهما نيات عدوانية ضد"يونيفيل". وعلمت"الحياة"ان قيادة الجيش اللبناني ستصدر بين ساعة وأخرى بياناً توضيحياً، وأن المادة التي عثر عليها مع عاملي التنظيفات لا تدعو الى القلق وأنها مصنوعة من البلاستيك، الذي يمكن ان يستخدم في تصنيع المتفجرات او غيرها. وبحسب المعلومات فإن القوة الإيطالية وجدت في حقيبتهما ست قطع من البلاستيك لا تزن أكثر من عشرين غراماً وأنها غير موصولة ببعضها البعض وبالتالي ليست معدة للاستعمال أو التفجير، وقد تكون من نوع"الخردة"التي لا تدعو للقلق. وكشفت مصادر وزارية ان رئيسي الجمهورية والحكومة ميشال سليمان وفؤاد السنيورة بقيا على تواصل مع قيادة الجيش منذ اللحظة الأولى لاكتشاف قطع البلاستيك وأنهما أفيدا تباعاً بأن هذه القضية أُعطيت أكبر من حجمها في الإعلام، وأن نتائج التحاليل المخبرية التي أُجريت عليها ستظهر في الساعات المقبلة لكن استبعاد أي نيات عدوانية يبقى أمراً قائماً، خصوصاً ان عاملي التنظيفات يترددان باستمرار على مقر قيادة القطاع الغربي ل"يونيفيل"منذ أكثر من سنة ويقومان بأعمال التنظيفات والصيانة. على صعيد آخر، تقرر تأجيل جلسة الحوار الوطني من 22 الجاري الى 26 منه نظراً لاضطرار سليمان للسفر الى الكويت الأحد المقبل لحضور القمة العربية الاقتصادية التي تستمر أكثر من 4 أيام، على ان يسبقه السنيورة إليها لإلقاء محاضرة حول الاقتصاد العربي وينضم لاحقاً الى الوفد اللبناني برئاسة رئيس الجمهورية. ويغادر بري في الساعات المقبلة على رأس وفد نيابي الى اسطنبول للمشاركة في المؤتمر البرلماني الآسيوي - الإسلامي الذي ستخصص أعماله لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة من خلال التحضير لديبلوماسية برلمانية ضاغطة على إسرائيل التي ما زالت ترفض الانصياع للدعوات الى وقف النار ورفع الحصار المفروض على غزة.