سلّمت القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) الجيش اللبناني أمس، خرائط القنابل العنقودية التي خلّفها العدوان الاسرائيلي عام 2006، بعدما تسلمتها «يونيفيل» من اسرائيل. وهذا الأمر كان مدار بحث بين رئيسي الجمهورية ميشال سليمان والمجلس النيابي نبيه بري في لقائهما الأسبوعي في قصر بعبدا. وأسف بري بعد اللقاء: «للتأخير الذي استمر سنتين وتسعة أشهر وألحق بلبنان 40 شهيداً و290 معوقاً»، سائلاً: «هل هذه المبادرة الآن هي تغطية على الحرب الأمنية وشبكات التجسس التي كشفها لبنان؟ أم أنها محاولة تعويض عن عدم الانسحاب من القسم الشمالي من بلدة الغجر اللبنانية، أم لعلها رشوة صغيرة قبيل زيارة (رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين) نتانياهو للولايات المتحدة، أم أنها إخفاء أو محاولة تغطية للمناورات العسكرية التي ستقوم بها إسرائيل في أواخر هذا الشهر والتي تستهدف في ما تستهدف لبنان؟». ودعا «الأممالمتحدة للدعوة فوراً الى اجتماع دولي تجمع خلاله تبرعات دولية والسعي الحثيث على الأرض للخلاص من هذه القنابل العنقودية، لأن كل يوم يمر يزيد العدد (القتلى والجرحى)». بيان الجيش وأعلن الجيش اللبناني أمس في بيان أن «أركان الجيش للعمليات تسلمت من وفد الارتباط في قوات الاممالمتحدة الموقتة في لبنان برئاسة الكولونيل دانيال فولو، خرائط بالأهداف التي قصفها العدو الاسرائيلي بالقنابل العنقودية، بواسطة اسلحة الطيران والصواريخ والمدفعية، خلال عدوانه على لبنان في تموز 2006»، مشيراً إلى أن «الوحدات المعنية في الجيش باشرت دراستها وتدقيقها، على أن توضع خطة عمل من المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالالغام وفوج الهندسة، بالتعاون مع قوات «يونيفيل»، بغية استكمال عمليات تنظيف الاراضي منها». وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة تبلغ ليل أول من أمس هاتفياً من قائد «يونيفيل» الجنرال كلاوديو غراتسيانو أن «الجانب الإسرائيلي سلّم قيادة قوات الطوارئ المواقع التي نشرت فيها القوات الإسرائيلية القنابل العنقودية في الأراضي اللبنانية قبل انسحابها منه إثر عدوان 2006». وشكر السنيورة لغراتسيانو جهوده وللأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون «جهوده التي لم تنقطع في نقل ضغوط الحكومة اللبنانية للمطالبة بتسليم مواقع نشر هذه القنابل باعتبار أن معرفة مواقع نشرها من شأنه أن يساعد الجيش اللبناني وقوات الطوارئ في تحديد الأماكن الملغمة وفي تخفيف المخاطر على المواطنين اللبنانيين وفي تسهيل عملية إزالة هذه الألغام»، مشيراً الى «أن الخطوة الإسرائيلية هي من باب تنفيذ القرار الرقم 1701 الذي ماطلت إسرائيل في تنفيذه». وفي الإطار نفسه، ناقش قائد الجيش العماد جان قهوجي مع رئيس «مركز جنيف الدولي للعمليات الانسانية لنزع الألغام» السفير استيفان هوسي على رأس وفد، موضوع نزع الالغام في الجنوب.