التقى الرئيس الافغاني حميد كارزاي في نيودلهي أمس، رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ، وتناولت محادثاتهما بالدرجة الاولى شؤون الوضع الامني في منطقة جنوب آسيا، خصوصاً بعد الهجمات التي استهدفت مدينة بومباي الهندية نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي، وأسفرت عن مقتل 188 شخصاً. وحض كارزاي وسينغ بعد المحادثات كل دول المنطقة على الاتحاد في محاربة الجماعات الارهابية التي"تهدد الانسانية كلها"، في اشارة الى باكستان التي تعتقد نيودلهي بأنها ساعدت"عناصر ارهابية"في تنفيذ هجمات بومباي، وهو ما تنفيه إسلام آباد. ودأبت كابول في السنوات الاخيرة على انتقاد فشل إسلام آباد في مكافحة تمرد حركة"طالبان"وحلفائها في تنظيم"القاعدة"في مناطقها القبلية التي تتخذ قاعدة لشن العمليات في افغانستان. لكن الاوضاع بين الدولتين الجارتين تحسنت جزئياً بعد انتخابات حكومة باكستانية مدنية منتصف العام الماضي. وفي سياق آخر، اعلن سينغ ان بلاده انجزت انشاء مشروع رئيسي لانتاج الطاقة في افغانستان سيوفر كهرباء للعاصمة كابول، وانها سترسل كمية 250 الف طن من القمح لمساعدة البلاد الفقيرة في مواجهة ازمة نقص الغذاء. وعاد كارزاي الذي رافقه في زيارته الى الهند وزير الخارجية الافغاني رانجين دادفار سبانتا ومستشار الرئاسة لشؤون الامن الى كابول لاحقاً، علماً انه كان التقى السبت الماضي مع جوزف بايدن، نائب الرئيس الاميركي المنتخب باراك اوباما، الذي ابلغه التزام الادارة الجديدة التي ستتسلم السلطة في 20 الشهر الجاري، بجعل قضية افغانستان اولوية في سياستها الخارجية.