نيودلهي – رويترز، أ ف ب - بحث الرئيس الأفغاني حميد كارزاي مع رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في نيودلهي أمس، في الجهود التي تبذلها حكومته للتوصل الى اتفاق سلام مع حركة «طالبان» والتي تخشى نيودلهي أن تؤدي الى تقويض أمنها وتمنح خصمها باكستان مزيداً من النفوذ في البلد المضطرب. وقال كارزاي: «ناقشت مع رئيس الوزراء سينغ الوضع في افغانستان والوضع في المنطقة وكفاحنا المشترك ضد الإرهاب والتطرف»، مكرراً أن إعادة دمج عناصر «طالبان» ومصالحتها ستشمل اولئك الذين يقبلون الدستور الأفغاني ولا ينتمون الى تنظيم «القاعدة» او اي شبكة إرهابية. وكانت «طالبان» رفضت اي عرض لاجراء محادثات قبل مغادرة القوات الأجنبية افغانستان، فيما ينظر الى باكستان التي اعترفت بنظام «طالبان» قبل الغزو الأميركي نهاية 2001 باعتبارها لاعباً رئيساً في اي خطة للمصالحة. وفيما اعتبرت نيودلهي ان الهجوم الذي شنه متشددون على دار للضيافة في كابول وأسفر عن مقتل ستة هنود في شباط (فبراير) الماضي مؤشراً على محاولات لتقليل نفوذ نيودلهي في افغانستان، قال سينغ: «أبلغت الرئيس كارزاي أن مرتكبي هذه الهجمات لن ينجحوا في تقويض التزام الهند مساعدة الشعب الأفغاني»، علماً ان نيودلهي تملك مشاريع تنموية قيمتها 1.3 بليون دولار في افغانستان بينها مد خطوط للكهرباء وتشييد طرق سريعة. ويتوجه كارزاي الى بوتان اليوم لحضور قمة رابطة دول جنوب آسيا الثماني للتعاون الاقليمي (سارك) التي تبدأ اعمالها غداً في حضور رئيس الوزراء الهندي سينغ ونظيره الباكستاني يوسف رضا جيلاني اللذين سيجريان محادثات ربما ستتناول نزاعاً حول المياه يعود الى عام 1984، حين بدأت الهند في بناء سد على نهر مشترك بين البلدين المتخاصمين في جنوب آسيا. وعارضت باكستان بناء السد معتبرة انه يشكل انتهاكاً لمعاهدة حول مياه الاندوس وقعت عام 1960 وتنص على تقاسم مياه نهر جهيلوم، وان بناء السد يحرم اسلام آباد من قسطها من المياه. وكانت الهند علقت حوار السلام مع جارتها اثر اعتداءات بومباي في تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 التي أسفرت عن مقتل 166 شخصاً. واتهمت جماعة «عسكر طيبة» الباكستانية بالضلوع في الاعتداءات. وفي شباط (فبراير) الماضي، اجريت محاولة لاستئناف الحوار على مستوى الامينين العامين لوزارتي خارجية البلدين. لكن الهند رأت اثر اللقاء ان الحوار الثنائي لا يمكن ان يستأنف بالكامل الا اذا عملت باكستان على احالة المسؤولين عن اعتداء بومباي على القضاء.