قالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة"إن الأولوية التي تعمل عليها مصر الآن هي وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، لافتة إلى أن تنفيذ كل بنود المبادرة المصرية يحتاج إلى وقت، ودعت حركة"حماس"إلى التعاطي مع المبادرة المصرية بشكل إيجابي يضمن وقفا فوريا لإطلاق النار ووضع حد للكارثة الإنسانية غير المسبوقة في القطاع. وأوضحت المصادر أن لقاء رئيس المخابرات المصرية عمر سليمان والمستشار الإسرائيلي في وزارة الدفاع عاموس غلعاد"لن يتم قبل إنهاء مصر مشاوراتها مع وفد حركة حماس"، وقالت:"أبلغنا الإسرائيليين بإرجاء زيارة غلعاد إلى حين استكمال المحادثات مع وفد حماس"، مشيرة إلى اجتماعات جرت أمس ومن المفترض أن تكون مصر حصلت على إجابة على المبادرة المصرية من وفد"حماس"الذي وصل إلى القاهرة أمس قادماً من دمشق. ويضم الوفد محمد نصر وصلاح البراويل وجمال أبو هاشم، فيما ظل القياديان عماد العلمي وأيمن طه في القاهرة لمواصلة المحادثات مع المصريين. ونفى مصدر مصري موثوق به ما تردد عن مفاوضات غير مباشرة يمكن أن تعقد بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وقال:"هذا أمر غير مطروح على الإطلاق لعدم إمكان تحقيق ذلك سواء من الجانب الإسرائيلي أو من جانب حركة حماس لأن كلا من الجانبين سيرفض هذا الأمر الذي يمثل بالنسبة إليهما خطاً أحمر له محاذيره". وحول مطالبة"حماس"بوقف العدوان وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة أولاً قبل التعاطي مع أي بند من بنود المبادرة، أجاب المصدر:"استبعد تماماً أن توافق إسرائيل على وقف عدوانها قبل تحقيق أهدافها من حربها على غزة وهي منع نهائي لتهريب الأسلحة من خلال الأنفاق، مع وجود ضمانة لتحقيق ذلك ووقف إطلاق الصواريخ"، موضحاًَ أن"الشارع الإسرائيلي يدعم هذه الحرب التي يراها حرباً ضد الإرهاب وأن وقوع خسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين لن يجعل إسرائيل تتراجع عن عدوانها أو يثنيها عن تحقيق أهدافها"، مضيفاً أن"إسرائيل قطعاً دخلت هذه المعركة وهي تعلم أنها في حال حرب وسيكون هناك خسائر بشرية في صفوفها". ورأى المصدر أن إسرائيل أيضاً لن تقبل بتزامن وقف العدوان مع وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أن الحكومة الإسرائيلية عينها على الانتخابات الإسرائيلية المقبلة وتريد حصد مزيد من التأييد والحصول على أصوات للفوز في الانتخابات ولن تغامر بهذا الأمر على الإطلاق. ودعا المصدر"حماس"إلى"تغليب مصالح شعبها بحقن الدماء النازفة ووقف إزهاق الأرواح والالتفات إلى البحث عن كيفية إعادة بناء غزة وتحقيق مصالحة وطنية تتوج بتشكيل حكومة توافق وطني"، مشدداً على أنه"ليس من مصلحة أحد، وخصوصاً مصر، إسقاط حماس، لأن ذلك سيكون له انعكاساته الخطيرة ولا أحد يمكن التكهن بمدى هذه المخاطر وقدرها". من جانبه، قال عضو في وفد"حماس"الموجود في القاهرة طالباً عدم ذكر اسمه إن المحادثات مع المصريين لم تتناول التفاصيل، مضيفاً أن ما تم بحثه هو عناوين ولم نخض في الأمور التفصيلية، ونفى"ما تردد عن بحث نشر قوات تركية على حدود رفح"، مؤكداً أن هذا الأمر"لم يطرح على الإطلاق". وحول المقابل الذي ستمنحه الحركة لإسرائيل في مقابل وقف العدوان أجاب:"ان وقف العدوان ليس مقابل ثمن، بل هو حق نطالب به لأنهم الإسرائيليون بدأوا العدوان"، مضيفاً أن"وضع المقاومة ممتاز والإسرائيليين يتراجعون أمام المقاومة". في غضون ذلك، أكد القيادي في"حماس"أسامة حمدان رفض الحركة لتهدئة طويلة الأمد وقال ل"الحياة":"أي اتفاق يمس المقاومة لن نقبل به"، لافتاً إلى أن"قضية الصواريخ جزء من منظومة المقاومة وأن المقاومة هي التي تحدد كيف ومتى يتم إطلاق الصواريخ". وعلى صعيد الاتفاق حول معبر رفح، قال حمدان:"إن أي صياغة لاتفاق معبر رفح يجب أن تكون بموافقة حماس ويجب أن تشارك في صياغته"، لافتاً إلى أن"إدارة مشتركة للمعبر مع حرس الرئاسة أمر مطروح لدى الحركة". وأكد حمدان رفض الحركة أن يتم تجاوزها في أي قضية متعلقة بالشأن الفلسطيني، وقال:"إن تجاوز حماس انتهى وقته. لقد سببوا أوجاعاً لشعبنا طيلة ثلاث سنوات من الحصار والقتل أملاً في تجاوز حماس لكنهم لم يتمكنوا من ذلك". وحول موقف الحركة من المبادرة المصرية اكتفى بالقول:"لن نمنح الإسرائيليين على الإطلاق من خلال السياسة ما فشلوا في تحقيقه على أرض المعركة". جدير بالذكر أن وفد حركة"حماس"عقد محادثات مكثفة مع المسؤولين المصريين عقب وصوله من دمشق حاملاً الرد على المبادرة المصرية بعد أن غادر القاهرة أول من أمس لإطلاع قيادة"حماس"على نتائج مشاوراته في القاهرة. نشر في العدد: 16720 ت.م: 13-01-2009 ص: 11 ط: الرياض عنوان: مصر : ليس من مصلحتنا إسقاط "حماس" ... ولا مفاوضات غير مباشرة مع الإسرائيليين