أكد الأمين العام ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"نايف حواتمة خلال جولته على كل من الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه بري وضريح القيادي في"حزب الله"عماد مغنية، أن"الفلسطينيين تعلموا كثيراً من دروس التجربة اللبنانية وان النصر يجب ان يكون بقيادة سياسية موحدة"، مشدداً على ضرورة العمل على"موقف فلسطيني موحد والعودة عن الانقسام الى سلطة فلسطينية موحدة لدحر العدوان وتبني القضية الفلسطينية". في حين دعا سليمان الفلسطينيين الى"توحيد صفوفهم كما هي موحدة في لبنان"، مشيراً الى أن"المقاومة في لبنان كان لها بعد استراتيجي تمثل بدعم وحدة الدولة وتنوعها لها في الداخل وفي المحافل الدولية". وأكد"أن إسرائيل خاسرة تجاه المقاومة ولا يحق لها التذرع باطلاق الصواريخ لأنها هي السبب في حرمان الفلسطينيين حقوقهم، وعليها تالياً وقف الأعمال العسكرية العدائية والانسحاب فوراً من غزة وفك الحصار عن الفلسطينيين". وحيا حواتمة خلال زيارته سليمان في قصر بعبدا على رأس وفد من الجبهة، دوره في الحياة اللبنانية وتجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً"أن الفلسطينيين مع كل لبنان"، ومؤيداً قول سليمان ان"لا يزايدن أحد على لبنان لأن صمود الجيش والشعب والمقاومة اللبنانية فخر للفلسطينيين". وأعلن أن"الموقف الواقعي الفلسطيني هو مع لبنان وضد توظيف جنوبه، وما حصل هناك لا يمثل الشعب الفلسطيني"، مبدياً أمله في أن"تكشف التحقيقات هوية المرتكبين". ورأى أن"غزة تعاني اليوم وهي في حالة حصار، والمعالجة تكون بقرار سياسي موحد وبإرادة عسكرية موحدة لمواجهة سياسة العدو الذي يستهدف حق العودة الذي لا بديل منه"، مطالباً سليمان بالمساعدة في جهود تحقيق التضامن الفلسطيني وكذلك العربي وتحسين الظروف المعيشية للفلسطينيين في المخيمات ليتمكنوا من الصمود وتالياً العودة الى بلادهم. ورد سليمان بدوره مؤكداً أن وحدة اللبنانيين تجلت في عدوان تموز،"حيث كان للجيش دوره الكبير في فك الحصار السياسي عن المقاومة من طريق دخوله المعركة، وسقط له خمسون شهيداً من الضباط والعسكريين وقصفت ثكناته ومواقعه وأصبحت إسرائيل تقاتل الدولة اللبنانية"، لافتاً إلى أن"لبنان ليس بعيداً من ترتيب شؤون الفلسطينيين وتسهيل أمورهم الحياتية"، ومعتبراً أن"هذا يتطلب تعاوناً بين الدولة والفلسطينيين يبدأ بتنفيذ ما اتفق عليه القادة اللبنانيون على طاولة الحوار، والقاضي بإزالة السلاح الفلسطيني خارج المخيمات". وكشف انه"لا يوجد لبناني إلا وهو متعاطف مع القضية الفلسطينية ومع مسألة غزة"، مبدياً أمله في انتهاء هذا العدوان في أسرع وقت، ومشيرا الى انه يجري اتصالات متلاحقة بالمعنيين، آملاً في التوصل الى وقف للنار قبل مؤتمر الكويت الاقتصادي، ومتمنياً كل الخير للفلسطينيين. كما زار حواتمة رئيس المجلس النيابي يرافقه وفد من الجبهة، في حضور رئيس المكتب السياسي لحركة"أمل"جميل حايك والنواب: علي حسن خليل وعلي بزي وعلي خريس. وأشاد حواتمة ببري، واصفاً إياه ب"رجل العقل والحكمة والوحدة الوطنية اللبنانية، والمناضل من أجل وحدة وطنية فلسطينية ووحدة الموقف العربي". وقال:"أشكره دعوته لنا لزيارة لبنان الكريم والمضياف"، مضيفاً:"نحن و"أمل"في الجبهة الديموقراطية وفي الثورة الفلسطينية معاً منذ عشرات السنين ضد العدو الإسرائيلي التوسعي الصهيوني". وتابع حواتمة:"نحن الآن في غزة في حالة صمود ومقاومة على الأرض وفي الميدان تشمل الأجنحة العسكرية الخمسة للمقاومة الفلسطينية: كتائب المقاومة الوطنية الذراع المسلح للجبهة الديموقراطية، القسام لحماس، القدس للجهاد الإسلامي، وأبو علي للشعبية وشهداء الأقصى لفتح، والتنسيق قائم بيننا على جبهات القتال، لكن تطور الأحداث وعنف عدوان العدو وشراسته الوحشية تستدعي منا تطوير موقفنا على الأرض وفي الميدان من التنسيق الى بناء جبهة مقاومة متحدة، أدعو كل الفصائل إليها، على أن تكون غرفة عمليات مشتركة وقيادة سياسية وعسكرية تدير كل عمليات الصراع في قطاع غزة ضد العدوان الإسرائيلي من أجل وقف العدوان ووقف إطلاق النار والموت على جماهير شعبنا الأعزل، من أجل انسحاب قوات العدو من أراضي قطاع غزة، من أجل غزة حرة كريمة بفعل نضالات أبنائها". ودعا الى"إعلان كل الفصائل الفلسطينية إعلاناً سياسياً بإنهاء الانقسام والعودة الى الوحدة الوطنية والمؤسسة السياسية الفلسطينية، بتشكيل قيادة سياسية موحدة للجميع نتعاطى فيها بلا استثناء لأحد، مع كل التداعيات الجارية من أجل تصليب أوضاعنا السياسية على الأرض وفي الميدان، لإرغام العدو على الرحيل والانكفاء، ومن أجل حقنا في الحياة الكريمة"، مؤكداً أن"الخلافات الفلسطينية- الفلسطينية يمكن حلها بعد دحر العدوان على طاولة حوار وطني فلسطيني شامل". وطالب بري بأن"يكون له دور في تنظيم طاولة الحوار الوطني الفلسطيني بحكم موقعه وحكمته ودوره التوحيدي". وأكد للشعب اللبناني أن"أبناء شعبنا في المخيمات الفلسطينية ضيوف موقتون على الأرض اللبنانية الكريمة على طريق العودة الى فلسطين، والطريق الأقصر في العودة هي حماية المخيمات ووحدتها"، مشدداً على إعادة إعمار مخيم البارد، ومؤكداً أن"المخيمات لن تكون إلا تحت سيادة القانون اللبناني". ودعا حواتمة إلى"حوار لبناني- فلسطيني برعاية الأخوة المسؤولين اللبنانيين وفي المقدمة رؤساء ميشال سليمان وبري والحكومة فؤاد السنيورة، من اجل إدارة حوار فلسطيني- لبناني يضع حلولاً لكل القضايا الاجتماعية وحقوق الإنسان في المخيمات". وقال:"لن نسمح لأحد أن يتلاعب في أي مخيم، وندين أي محاولة من أي عناصر فلسطينية خارجة عن الإجماع الوطني الفلسطيني، لبنان لا أحد يزايد عليه في الصمود والمقاومة والممانعة". وزار حواتمة ضريح مغنية في روضة الشهيدين برفقة وفد من الجبهة، ووضع إكليلاً من الزهر على ضريحه وضريح نجل الأمين العام ل"حزب الله"هادي حسن نصر الله، في حضور وفد من"حزب الله". وأكد في تصريح ان"فلسطين تقدم نفسها على مذبح كل الشعب العربي والشعوب المقاومة"، مشدداً على ضرورة"عودة كل اللاجئين في جميع الدول العربية الى فلسطين". وقال:"الغرض من الحرب على غزة هو ضرب القضية الفلسطينية، وإنهاء كل أشكال المقاومة والممانعة التي تواجه العدو المحتل، لكننا سنقاتل بكل أنواع السلاح. سلاح السياسة والبندقية لتحرير الأراضي الفلسطينية، وسنوحد كل طاقاتنا للدفاع عن غزة وشعبنا الفلسطيني كما توحد اللبنانيون دفاعاً عن المقاومة في عدوان تموز 2006"، لافتاً إلى أن"لبنان انتصر بتضامن شعبه ومقاومته بالسلاح والسياسة، ونحن سنتبع هذا النهج ونعمل على موقف فلسطيني موحد والعودة عن الانقسام الى سلطة فلسطينية موحدة لدحر العدوان وتبني القضية الفلسطينية". وكان حواتمة شارك أول من أمس في مهرجان"الجبهة الديموقراطية"الذي أقيم في الاونيسكو تحت شعار"دعم صمود غزة"، في حضور ممثل بري النائب حسن خليل، ممثل السنيورة السفير خليل مكاوي، النائب حسن فضل الله ممثلاً السيد نصر الله، النائب محمد قباني ممثلاً رئيس كتلة"المستقبل"النيابية سعد الحريري، النائب سليم عون ممثلاً رئيس"تكتل التغيير والإصلاح"النيابي ميشال عون، رامي الريس ممثلاً رئيس"اللقاء الديموقراطي"النيابي وليد جنبلاط. وشدد حواتمة على ضرورة"تطوير أعمال التنسيق على الأرض وفي الميدان"، داعياً إلى"غرفة مقاومة موحدة، وغرفة عمليات مشتركة موحدة، ومرجعية سياسية وعسكرية موحدة"، معتبراً أن"هذا هو الطريق لمواصلة الصمود والمقاومة في وجه العدوان". وقال إن الجبهة الديموقراطية"لديها ملاحظات على قرار مجلس الأمن الدولي 0681 وعلينا معاً اتخاذ القرار السياسي الموحد بأشكال التعامل مع القرار الدولي، عملاً بمبدأ شركاء في الدم شركاء في القرار، وعملاً بوثيقة الوفاق الوطني الوحدوية". وأكد أن"حصر التهدئة ووقف اطلاق النار في قطاع غزة كما تحاول إسرائيل والإدارة الأميركية عمله، هو تقزيم لوقف اطلاق النار الشامل المتزامن والمتبادل بين الضفة وقطاع غزة وحكومة الاحتلال، وسينهار في أي لحظة. لذلك ندعو إلى قرار سياسي موحد وإلى قيادة سياسية مشتركة تشمل الجميع بلا استثناء". وحذر"من الوقوع في فخ دعاية العدو الصهيوني والإدارة الأميركية الزاعمة ان حربه العدوانية تمس هذا الفصيل أو ذاك فقط. فالحرب على الشعب كله وعلى جميع فصائل المقاومة على الأرض وفي الميدان. وهناك مئات الشهداء وآلاف الجرحى من أبناء شعبنا الأعزل، عدد الشهداء من القادة الميدانيين في كل فصيل في الميدان يؤكد كذب دعاية العدو". وقال:"أهم خطوة يمكننا ان ننجزها اليوم هي خطوة إنهاء جحيم الانقسام الداخلي والعربي الذي يستثمر على يد الإسرائيليين والأميركيين، وهو ما يدعونا أيضاً الى الدعوة الى الإعلان عن وقف المفاوضات في شكل نهائي في ظل العدوان والإرهاب، ودعوة الدول العربية الى إنهاء انقساماتها".