دعا الرئيس عمر البشير أمس القوى السياسية السودانية إلى الاستعداد للمرحلة المقبلة بالرجوع إلى الشعب وتجديد التفويض منه لحكم البلاد عبر انتخابات عامة"حرة ونزيهة". وجدد تمسكه بالتحالف مع شركائه في الحكم وعلى رأسهم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، مؤيداً مرة أخرى الجهود القطرية لحل أزمة دارفور. ووعد البشير في كلمة ألقاها خلال الاحتفالات بالذكرى ال53 لاستقلال السودان والذكرى ال 54 لأعياد الجيش، في الساحة الخضراء في الخرطوم، بمضاعفة الجهد لتهيئة الظروف المناسبة لإجراء الانتخابات وحل المشاكل التي تعترض سبيلها. ودعا في الكلمة التي نقلتها وكالة الأنباء السودانية، المفوضية القومية للانتخابات إلى وضع جدول زمني لإجراء الاقتراع، ومجلس الأحزاب ليعيّن الأحزاب السياسية لاستكمال"الخطوات الإجرائية"استعداداً لخوض الانتخابات. وثمة خلافات بين شريكي الحكم السوداني، المؤتمر الوطني بزعامة البشير و"الحركة الشعبية"بزعامة نائبه الأول سلفاكير ميارديت، قد تؤخر إجراء الاقتراع إذا لم تتم تسويتها، وبينها مشكلة الاحصاء السكاني الذي أجري في الفترة الأخيرة واعترض عليه الجنوبيون. وأكد البشير أن العلاقة مع الصين"ستظل نموذجاً للاحترام المتبادل والمصالح المشتركة والقدرة على قهر المستحيل". ومعلوم أن بكين تتعرض لانتقادات من متمردي دارفور بسبب دورها المزعوم في دعم السلطات السودانية. وجدد الرئيس البشير الالتزام بتنفيذ مقررات"ملتقى أهل السودان"الذي اختتم أخيراً، مشيداً بجهود دولة قطر"لإقناع حاملي السلاح بالجلوس إلى طاولة الحوار... فلا بديل للحوار مهما تطاولت أيام الخصام واستعر أُوَار القتال". وأشاد البشير بالقوات المسلحة السودانية التي"ما زالت تمسك بسيف العزة والحسم ترهب به كل من تسوّل له نفسه المساس بمقدرات الأمة". وتابع:"لم تزل المهمات علينا كبيرة، والواجبات عظيمة، للحفاظ على هذه البلاد من مكر الماكرين ... الذين لا يزالون يكايدوننا ويناصبوننا العداء الظاهر والباطن.. أملاً في اختلال أمورنا.. واضطراب أحوالنا وتفرق صفوفنا، وما زال الاستعمار القديم يلبس كل يوم وجهاً جديداً يريد به الدخول إلى بلادنا.. وما يزال يطمع في إيجاد أصابع له من داخلنا تُعينه على تحقيق أهدافه الخبيثة". وتحدث عن جهود حكومته لحل المشاكل مع المتمردين، وقال:"لقد أصبح إخواننا الذين كانوا يحاربوننا بالأمس في الجنوب والشرق والغرب شركاءَ لنا في مسيرة الوحدة الوطنية، ملتزمين بما أمضيناه من اتفاق سلام.. وسائرين في طريق البناء الوطني بالتعاون وليس بالمواجهة.. إن شراكتنا مع الحركة الشعبية ومختلف القوى السياسية الفاعلة ما تزال قوية وماضية نحقق بها مستحقات السلام.. ونعبر بها إلى بر الأمان.. إننا بهذه الشراكة وبمشاوراتنا المستمرة مع الجميع قد حققنا هدفاً غالياً بملتقى أهل السودان لحل مشكلة دارفور.. ونؤكد مرة بعد مرة التزامنا بمقررات هذا الملتقى". نشر في العدد: 16708 ت.م: 01-01-2009 ص: 10 ط: الرياض