أصيب الاتحاد المسيحي الألماني بزعامة المستشارة أنغيلا مركل بهزيمتين ساحقتين أول من أمس الأحد في الانتخابات النيابية الفرعية التي أجريت في ولاية بافاريا، ثاني أكبر الولايات ال16، وكذلك في الانتخابات البلدية في ولاية براندنبورغ أول من أمس. وفي وقت حققت الأحزاب الصغيرة في بافاريا نجاحاً غير مسبوق، فاز الحزب الاشتراكي الديموقراطي وحزب اليسار في براندنبورغ. وأشار المراقبون إلى أن زلزال ولاية بافاريا يهدد فرص فوز مركل من جديد بمنصب المستشار في الانتخابات الاشتراعية العامة العام المقبل، في حال تكرار النتائج ذاتها، إضافة إلى أن النتيجة عدلت ميزان القوى داخل مجلس برلمان الولايات لغير مصلحة"المسيحيين". وأظهرت النتائج المعلنة رسمياً في بافاريا، خسارة الحزب الاجتماعي المسيحي، وهو الشقيق الصغير للحزب الديموقراطي المسيحي الذي ترأسه مركل، احتكاره المطلق للحكم في الولاية منذ إنشاء ألمانيا الاتحادية بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بأكثرية تجاوزت في بعض المراحل الستين في المئة من أصوات الناخبين. ولم يفقد الحزب البافاري هيمنته المطلقة فحسب، بل خسر أيضاً 17،3 في المئة من الأصوات دفعة واحدة، متراجعاً إلى 43،4 في المئة، الأمر الذي سيفرض عليه للمرة الأولى تشكيل حكومة تحالف للسنوات الخمس المقبلة قد يكون شريكه فيها الحزب الليبرالي الذي تمكن بعد طول غياب من الفوز بعضوية البرلمان بعد نيله 8 في المئة من الأصوات. وحظي الحزب الاشتراكي ب18،6 في المئة أي بخسارة طفيفة بلغت واحداً في المئة، فيما اخترق تجمع"الناخبون الأحرار"وهم منشقون عن الحزب الاجتماعي عضوية البرلمان بنسبة 10،2 في المئة، وعزز حزب الخضر حضوره وحصل على 9،4 في المئة أي بزيادة 1،7 في المئة. ولم يتمكن حزب اليسار الذي بدأ يخترق العديد من الولايات الغربية من القفز فوق حاجز الخمسة في المئة، لكن نيله 4،3 في المئة أكد للمرة الأولى حضوره السياسي في أكثر الولايات الألمانية محافظة. وفور إعلان النتائج، توقع المراقبون تفاقم الصراع داخل قيادة الحزب الحاكم والحكومة، ما سيسفر عاجلاً أم آجلاً عن تغييرات فيهما. وفي ولاية براندنبورغ، أصيب حزب المستشارة مركل بهزيمة نكراء في الانتخابات البلدية بعد تراجع أصوات الحزب الديموقراطي المسيحي من 28 في المئة إلى 19،8 في المئة، فيما حقق الحزب الاشتراكي 25،8 في المئة، وحزب اليسار 24،7 في المئة، والحزب الليبرالي 7،3 في المئة. أما حزب الخضر فلم يحقق هدفه بعد حصوله على 4،6 في المئة، فيما نال الحزب القومي الألماني والحزب الشعبي اليمينيين على 1،8 و1،6 في المئة فقط.