هل يسافر الرئيس التركي، عبد الله غل، الى العاصمة الارمينية، اريفان، في السادس من ايلول سبتمبر لحضور مباراة كرة القدم بين البلدين، ويلتقي الرئيس الأرميني سركيسيان؟ فالخارجية التركية تسعى، بكل ما أوتيت من قوة، في إنجاح الزيارة، وضمان أمن الرئيس، والاتفاق على جدول القضايا المفترض البحث فيها. فثمة قلق حقيقي من أن يشن القوميون الارمن المتطرفون، من حزب ال"طاشناق"، حملة على غل وتركيا في أثناء زيارته أريفان، وألا تحقق الزيارة النتائج المرجوة. ولا شك في أن الرسائل القادمة من أريفان ايجابية. ولن تكون زيارة الرئيس زيارة مجاملة أو سياحة. وقد تطرح ثلاثة موضوعات رئيسية في هذه الزيارة. الاول هو تشكيل لجنة مشتركة لمراجعة التاريخ في صدد الدعاوى الارمنية بوقوع مذابح ايام الدولة العثمانية. ولم تقبل أرمينيا الاقتراح التركي في السابق، ولكنها لم ترفضه رسمياً. وفي حال قبل الارمن الاقتراح، كان ذلك إيذاناً باستعدادهم للطعن في وقوع المذابح. وهذا أمر صعب. ولكن في حال نزل الارمن على الطلب التركي، جاز القول أن زيارة غل نجحت. والثاني هو الترويج لمنتدى أمن القوقاز والتعاون فيه. وأغلب الظن أن يطمئن غل سركيسيان الى ان تركيا لا ترمي الى اقصاء أرمينيا أو عزلها، وأن شأن هذا المنتدى قد يكون حل قضايا القوقاز جميعها، وتنمية التعاون الاقتصادي بين دوله. ومن المتوقع أن يذكر غل مضيفه بخطوات ايجابية خطتها تركيا. فالدولة التركية اعترفت باستقلال أرمينيا فور انفصالها عن الاتحاد السوفياتي. ويعيش في تركيا نحو40 الف أرميني يعملون من دون اذن عمل، على رغم أنهم ليسوا مواطنين. ولا يعترض أحد طريق هؤلاء العمال غير الشرعيين، أو يلاحقهم أو يطردهم. والرحلات الجوية بين البلدين كثيرة. وبادرت تركيا الى دعوة أرمينيا الى الانضمام الى منتدى البحر الاسود الاقتصادي، على رغم ان ارمينيا ليست مطلة على البحر الاسود. والموضوع الثالث على جدول البحث بين غل ونظيره الارميني هو قضية قره باغ. ومن المفترض أن يدعو غل ارمينيا الى الانسحاب من الاقليم الاذربيجاني. إذا كان الحديث في هذه الامور ممكناً فإن سفر غل الى أرمينيا محتمل. ووجه الرئيس غل دعوة الى الرئيس الاذربيجاني، الهام علييف، لزيارة انقرة. وترمي الدعوة الى الرد على زعم من يزعم أن اذربيجان محرجة بزيارة حليفها غل أرمينيا التي تحتل اراضيها . ويبدو أن مزاعم استياء الاذريين من تركيا ضعيفة الصلة بالواقع. ولعل التقارب الأرميني - التركي يسهم في حل قضية قره باغ. وزيارة غل اريفان هي زيارة تاريخية ومهمة قد تبدد الجفاء بين البلدين. عن طه اقيول،"مللييت"التركية، 1/8/2008