انتشرت شظايا الزجاج وحطام السيارات في مكان انفجار السيارة المفخخة صباح أمس في منطقة القزاز على طريق مطار دمشق الدولي الذي تسبب في مقتل 17 شخصاً وسقوط 14 جريحاً. وأدى انفجار السيارة إلى تهدم نحو 30 متراً من جدار قريب، كما تضررت الأبنية الواقعة في محيط الانفجار وتحطم زجاج نوافذها. وفي الطرف المقابل، احترق عدد كبير من السيارات أو طار زجاجها، فيما تصدعت جدران المنازل والمحلات التجارية التي انهار بعضها. وقال عبدالرحمن الذي يقطن في المنطقة إن"الانفجار الارهابي استهدف أحد الفروع الأمنية". وأضاف:"كنت واقفاً هنا بعيداً نحو مئة متر، فشاهدت سيارة تحترق وانفجرت. أزاحتني من مكاني". ورأى أن"الانفجار ليس من صنع أفراد بل من صنع دول متأثرة بما تقوم به سورية من مكافحة الأرهاب... إنها هدية في ليلة القدر لأبناء المسلمين". وأكد محمود الذي يعيش في ببيلا التي تبعد نحو اربعة كيلومترات من مكان الانفجار، أن البنايات في منطقته"اهتزت". وذكر أحد المواطنين رافضاً ذكر اسمه أن قريباً له هو عميد في الجيش السوري وابنه تصادف مرورهما في المكان، قُتلا في الانفجار. وأدى الانفجار بحسب مصدر إعلامي مسؤول أوردت تصريحه وكالة الأنباء السورية الرسمية"سانا"، إلى مقتل 17 شخصاً من المدنيين وجرح 14 آخرين. وأوضح المصدر أن"سيارة مفخخة انفجرت في الساعة 8.45 صباحاً في شارع المحلق الجنوبي لمدينة دمشق في منطقة مزدحمة بالمدنيين المارة قرب مفرق السيدة زينب". وأكد شاهد عبر شاشة التلفزيون السوري أن قوة الانفجار أسقطته من سريره. وقال:"ظننت أن هناك هزة أرضية... أشكر الله أن المدارس والإدارات مقفلة اليوم، وإلا حصلت مجزرة حقيقية"، في إشارة إلى وجود مدرسة قريبة من المكان. ووصف وزير الداخلية السوري اللواء بسام عبدالمجيد في أول تعليق رسمي التفجير بأنه"عملية إرهابية". وقال إن"المكان المستهدف طريق عام بين مطار دمشق وتحديداً مفرق السيدة زينب ومنطقة القزاز، وهناك عدد كبير من القادمين والمغادرين في اتجاه المطار. وللأسف الضحايا كلهم مدنيون". وانتشرت قوات أمنية وعناصر من الشرطة بكثافة في مكان الانفجار فور وقوعه، وقطعت كل الطرق المؤدية إلى المنطقة ومنعت الصحافيين والمصورين من الاقتراب، ثم سمحت لهم بعد بضع ساعات بالتجول والتصوير، بعدما بدأ السكان ينظفون الأرض من شظايا الزجاج، بينما سحبت السيارة المفخخة من المكان. واستنكر المراقب العام ل"الإخوان المسلمين"في سورية علي صدر الدين البيانوني التفجير، معتبرا أنه"اعتداء على أبرياء لا يمكن تبريره". وقال عبر الهاتف من السعودية حيث يؤدي مناسك العمرة:"نحن نستنكر وندين أشد الإدانة هذه الجريمة... ونتوجه بالتعازي إلى أسر الشهداء". ورأى أن"المشكلة هي أن عدم الشفافية في سورية ... يفسح المجال لإشاعات واحتمالات عدة". وعن الجهة التي يمكن أن تقف وراء الانفجار، أكد أنه"من السابق لأوانه الإشارة إلى أي جهة، لكن لا استبعد أن يكون التفجير من فعل بعض المجموعات المتطرفة". وعدد الاحتمالات الممكنة وبينها"أن الأجهزة الامنية شكلت فرقاً ومجموعات إرهابية أرسلتها إلى دول الجوار، ومنها لبنان والعراق. وأنا لا أستبعد أن يكون بعض هذه المجموعات خرج عن السيطرة وقام بهذا العمل". وتابع أن"جو القمع السائد في سورية يؤدي الى مناخ مؤات لنشوء التطرف". وأشار إلى أن"بين الاحتمالات أن يندرج الانفجار في إطار الصراع بين الأجهزة الأمنية"، إضافة إلى"احتمال أن يكون نتيجة الاحتقان الطائفي بسبب التمدد الشيعي في سورية". وفي لندن، دان"المرصد السوري لحقوق الإنسان"الانفجار، مطالباً السلطات السورية بالتعاون مع القوى الديموقراطية كافة للتصدي لأي"مخطط إجرامي"يستهدف البلاد. وقال في بيان:"إننا ندين هذا العمل الإجرامي الجبان كائناً من كان وراءه لأن مثل هذه الأعمال الإجرامية لا تخدم إلا أعداء سورية". وطالب المرصد المعارض الحكومة السورية ب"تقديم الجناة إلى محاكمة علنية أمام الشعب السوري فور انتهاء التحقيق".