تعرضت مدينة حمص أمس لتفجير وُصف بأنه «انتحاري» أوقع قرابة 20 شخصاً بين قتيل وجريح، في أول ضربة من نوعها تتعرض لها هذه المدينة منذ استكمال القوات النظامية سيطرتها الكاملة عليها نهاية الأسبوع الماضي بعد خروج آخر دفعة من المعارضين من حي الوعر. وتزامن تفجير حمص مع إعلان الحكومة السورية إحباط تفجير انتحاري ثان في دمشق وقتل شخصين يُشتبه في أنهما كانا يستعدان لتفجير سيارة مفخخة في حي السيدة زينب الذي تنتشر فيه جماعات شيعية موالية جنوب العاصمة السورية. وأشار «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إلى «سماع دوي انفجار شديد في منطقة السيدة زينب»، لافتاً إلى أنه نجم «عن انفجار سيارة مفخخة قرب حاجز المستقبل التابع لقوات النظام والمسلحين الموالين والواقع عند أطراف حي السيدة زينب على طريق مطار دمشق الدولي». أما وكالة الأنباء السورية «سانا»، فتحدثت عن «إحباط ... محاولة إرهابيين تفجير سيارة مفخخة قرب مفرق المستقبل على طريق مطار دمشق الدولي»، ونقلت عن مصدر في قيادة شرطة دمشق قوله «إن الجهات المختصة دمّرت صباح اليوم (أمس) سيارة مفخخة بداخلها إرهابيان انتحاريان قبل وصولها إلى إحدى نقاط التفتيش قرب مفرق المستقبل المؤدي إلى بلدة السيدة زينب بريف دمشق» حيث يقع مرقد شيعي. وأكد المصدر «مقتل الإرهابيين الانتحاريين وتدمير السيارة بشكل كامل»، مشيراً إلى مقتل مدني وجرح آخر «تصادف مرورهما في المكان أثناء التعامل مع السيارة وتدميرها»، بحسب «سانا». أما في محافظة حمص، فذكر «المرصد السوري» أن «أكثر من 20 شخصاً» قُتلوا أو جُرحوا لدى «انفجار سيارة مفخخة من نوع بيك آب يستقلها شخصان وذلك قرب مركز الطوارئ في حي الزهراء بمدينة حمص»، مضيفاً أنه «تأكد» مقتل 4 أشخاص بينهم مواطنة ومدير مركز الطوارئ في الحي، في حين أصيب أكثر من 15 بجروح بينهم 5 مواطنات. وتحدثت «سانا»، من جهتها، عن «إحباط الجهات المختصة محاولة إرهابيين تفجير سيارة مفخخة وسط تجمع للمواطنين في الساحة الرئيسية بحي الزهراء في مدينة حمص». وأوضحت أن أفراداً من «دورية أمنية» اشتبهوا في سيارة نوع «بيك أب» وأطلقوا النار عليها «قبل وصولها إلى محيط المشفى الأهلي والساحة الرئيسية في حي الزهراء ... قبل أن يقوم الإرهابيان بتفجير نفسيهما بالسيارة المفخخة». ولفتت إلى أن التفجير وقع أمام المحطة الرئيسية للكهرباء في حي الزهراء وتسبب في مقتل أربعة أشخاص وإصابة 30 آخرين بجروح ووقوع أضرار مادية في المكان. ونقلت الوكالة عن مصدر طبي انه وصل إلى مستشفيات حمص جثمانا طفلتين وجثمان مهندس يعمل في محطة الكهرباء الرئيسية، إضافة إلى جثمان امرأة، قضوا جميعهم في التفجير. وأظهرت صور عرضها التلفزيون الحكومي هيكل سيارة محترقاً في موقع الانفجار في أحد شوارع حمص، إضافة إلى أضرار لحقت بالمباني والسيارات. وقال محافظ حمص طلال البرازي ل «سانا» إن «المحاولات اليائسة للإرهابيين لتعكير حال الأمن والاستقرار في مدينة حمص ستبوء بالفشل»، مضيفاً «أن السوريين اتخذوا قرارهم بمواجهة الإرهاب واستئصاله». ولفت إلى ما وصفه ب «الانتصار الكبير» المتمثل في «إعادة الأمن والاستقرار إلى حي الوعر»، مضيفاً أن «اتفاقات المصالحة» التي تمت مع ممثلي هذا الحي وسمحت بإجلاء المعارضين المسلحين إلى خارجه، أدت إلى أن «تصبح مدينة حمص خالية من السلاح والمسلحين بشكل كامل». واستكمل مئات المعارضين السوريين وأسرهم يوم الأحد الخروج من حي الوعر وهو آخر حي في حمص كان تحت سيطرة مسلحي المعارضة وظلت الحكومة السورية تفرض عليه حصاراً كاملاً لأكثر من عام. وأشارت «رويترز» إلى أن استكمال الإجلاء من الوعر أعاد المنطقة إلى سيطرة الحكومة للمرة الأولى منذ بدء الحرب عام 2011.