أكدت القوات التركية أمس أن عشر مقاتلات تركية قصفت بنجاح 16 هدفاً للانفصاليين الأكراد في شمال العراق. وأوضح رئيس قسم الاعلام في هيئة الاركان التركية الجنرال متين غوراك أن"الأهداف ال16 في جبال قنديل قُصفت في دقة تامة ليل أمس"الخميس، لافتاً الى أن"الطائرات عادت الى قواعدها سالمة ويجري تقويم خسائر"المتمردين. وكان مسؤول محلي في اقليم كردستان العراق صرح بأن المقاتلات التركية قصفت ليل أول من أمس مناطق في أقصى شمال العراق حيث لجأ إليها عناصر"حزب العمال الكردستاني"التركي الانفصالي من دون أن يسفر ذلك عن وقوع ضحايا. وقال آزاد وسو مدير ناحية زاراوة 450 كيلومتراً شمال بغداد إن الطائرات التركية قصفت مناطق في زاراوة وسنكسر. وذكر ناطق باسم"حزب العمال الكردستاني"أن الغارات الجوية على جبال قنديل استمرت حوالي ساعتين اعتباراً من الساعة العاشرة ليل الخميس. وأوضح الناطق باسم الحزب أحمد دنيس:"أُصيب عضو في حزب العمال الكردستاني ولم يقتصر القصف على منطقتنا فقط، لكن امتد أيضاً إلى قرى مأهولة"حيث دُمر أحد المنازل. من جهته، قال الناطق باسم قوات حماية اقليم كردستان"البيشمركة"جبار ياور ل"الحياة"إن"عدداً من المقاتلات التركية قصفت ليل الخميس القرى المحاذية لمنطقة قنديل وتتبع ادارياً لقضاء بشدر في محافظة السليمانية". وأضاف ياور أن"طائرات الاستطلاع التركية كانت تحلق في أجواء المنطقة منذ حوالي أسبوع، لكن ليلة الخميس شهدت قصفاً مكثفاً لقرى كندة بوكة وكردة شال وكوزينة وماردو وغيرها من القرى التي هجرها سكانها بسبب تواصل القصف الجوي التركي والمدفعي الايراني منذ حوالي عامين، فيما يتخذ بعض الرعاة من المنطقة مرعى لأغنامهم". وكانت المدفعية الايرانية قصفت أخيراً المناطق الحدودية لاستهداف مقاتلي"حزب الحياة الحرة لكردستان". وأوضح ياور أن"الأتراك برروا هذا القصف باستهداف مقرات حزب العمال الكردستاني PKK الموجودة في المنطقة، بحسب ما يزعمون". وعن موقف حكومة اقليم كردستان العراق من القصف التركي، أوضح جبار ياور أن"إقليم كردستان هو جزء من جمهورية العراق، وبالتالي فإن أي قصف لمناطق الاقليم يعد خرقاً للاتفاقيات الدولية المبرمة بين العراق ودول الجوار، وهو مخالف لكل الأعراف والقوانين الدولية التي تعتبر مثل هذه الانتهاكات اعتداء، وخصوصاً أن القصف يستهدف قرى مدنية". وأضاف أن"حكومة اقليم كردستان تطالب بوقف هذا القصف فوراً وعدم تكراره لاحقاً. وإذا كانت هناك خلافات بين هذه الدول والجماعات المسلحة، فحكومة إقليم كردستان غير معنية بها". وأشار الى ضرورة اتخاذ الحكومة العراقية موقفاً واضحاً من هذه الانتهاكات. وتابع:"منذ 24 سنة، يتعامل الاتراك بلغة السلاح والعنف مع حزب العمال الكردستاني، ولم يتمكنوا حتى الآن من حل المشكلة. وهذا دليل على ضرورة اللجوء الى الحوار والقنوات الديبلوماسية السلمية الأخرى من دون اتخاذ السلاح والعنف حلاً". ومعلوم أن"حزب العمال الكردستاني"مدرج على قائمة المنظمات الارهابية لدى الاتحاد الأوروبي وتركيا والولايات المتحدة، وهو يخوض منذ عام 1984 تمرداً انفصالياً مسلحاً في جنوب شرقي الاناضول ذي الغالبية الكردية. وبحسب حصيلة أعلنها رئيس الاركان التركي الجنرال الكر باسبوغ منتصف أيلول سبتمبر الجاري، فإن النزاع أسفر منذ اندلاعه عن مقتل 32 ألف شخص في صفوف حزب العمال وحوالي 6500 في صفوف قوات الأمن، علاوة على 5500 مدني. وكانت القوات التركية شنت عمليات عبر حدود العراق تضمنت توغلاً برياً قصير المدى ضد قواعد"حزب العمال الكردستاني"في المنطقة الجبلية في شمال العراق خلال السنة الماضية. وطلبت الحكومة التركية من البرلمان تمديد التفويض الممنوح للجيش بشن مزيد من العمليات العسكرية ضد العمال الكردستاني في شمال العراق، والذي ينتهي الشهر المقبل. ومنذ الهجوم البري التركي في شباط فبراير الماضي، اقتصرت عمليات الجيش التركي عبر الحدود على الغارات الجوية والقصف المدفعي لأهداف"حزب العمال الكردستاني".