وأخيراً عبّر "العكيد" أبو شهاب عن ضجره من "باب الحارة". ضاق ذرعاً به وقال في حديث للصحافة المحلية السورية إنه لن يشارك في جزء رابع من هذا المسلسل. ضجر أبو شهاب من المسلسل الذي توّجه عكيداً على حارة الضبع وملحقاتها، لا يشبه ضجرنا نحن كمشاهدين، ففيما نقلق نحن لغيابه بين الحلقة والحلقة، فإنه هو بالكاد يشعر بأهل"حارات"غير حارته."العكيد"الذي قالها بشجاعة تعودنا عليها هو حالة ينبغي التريث أمامها قبل إطلاق الأحكام في خصوصها، لأنه الشخصية الأساسية الثالثة المؤثرة في الأحداث التي سيتم التخلص منها، فيما لو قرر القائمون على صناعة"الباب"إنجاز جزء رابع بعد أن جرى التخلص تباعاً من"الادعشري"وأبو عصام، وهذا يعني في ما يعنيه أن أم شهاب لن تجد مكاناً يتسع لفرحتها بالانضمام إلى نساء الحارة، فهي ستصبح أرملة هذا الجزء، وربما تضع مولودها الذي سيكمل مشوار أبيه في حراسة الحارة من الأشرار، فهو لا بد مفطوم على شجاعته ووفائه للزعيم الراحل الذي لم يجف دمه في الجزءين السابقين بعد أن قضى نحبه على يد"الداسوس الفرنساوي". داسوس: كلمة شامية تعني الجاسوس. وأما نحن إن ضجرنا، ففي وسعنا أن ننتقل إلى جزء ثالث أو ثان من هذا المسلسل أو ذاك، وربما نستعطف مسلسلاً جديداً في وسعه أن يخفف من وطأة أيامنا وكربها إن اشتدت، وربما نضع قلوبنا الهلعة"أمانة"في عهدة نجوم جدد صاعدين سيجيئون حتماً في المسلسلات المقبلة قبل أن يتوجه"العكيد"إلى حارة درامية أخرى ليقيم العدل فيها وينصب خيمة لمحاسبة الأشرار والخارجين عن القانون بطريقته. فللعكيد القدرة على الحكم والتمييز في شؤون أهل حارته، وهو قد خلق - درامياً - ليستنطق المارقين بپ"شبريته"إن غضب، وبتكشيرته إن توجس شراً من غريب وافد إلى"حصنه الأهلي". لا نعرف شيئاً من جهتنا عن جزء رابع يستعد له أصحابه من الآن، ولكن في وسعنا أن نقلق، لأن ضجر العكيد من مسلسله يعني أن الباب سيغلق على"الأمانة"التي وضعت خلفه في الأجزاء الثلاثة السابقة، فضجر أبو شهاب لم يعد شأناً شخصياً وهو لا يشبه ضجر المشاهدين البسطاء الذين يذهبون إلى النوم بعد أن يطمئنوا على أحوال حارتهم المتخيلة، فمن في وسعه أن يصد الأعداء المتربصين بأهل الحارة"الأنقياء كالثلج"بعد اليوم؟ من يمتلك شبرية العكيد وتكشيرته وقدرته على صون الأعراض خلف الأسوار الحصينة؟ سؤال برسم الجزء الرابع.