انطلقت اسواق المال العالمية بزخم أمس بعد أسبوع وُصف بپ"الجنوني" أعلن فيه مصرف "ليمان براذرز" الأميركي إفلاسه وانقذت خلاله مجموعة"إي آي جي"الأميركية للتأمين من الإفلاس، ودمجت"ميريل لينش"مع"بنك أوف أميركا". وينتظر المراقبون والأسواق تفاصيل خطة الإنقاذ الأميركية المتوقعة في نهاية الأسبوع. وأعلن مجلس الاحتياط الفيديرالي المصرف المركزي الاميركي في وقت متأخر أول من أمس انه وافق على تحوّل آخر واكبر مصرفين استثماريين مستقلين أميركيين، هما"مورغان ستانلي"وپ"غولدمان ساكس"، الى مجموعتين مصرفيتين قابضتين، وسَمح بمنح داري الوساطة التابعتين للمجموعتين اموالاً فيديرالية خلال المرحلة الانتقالية على شكل قروض طويلة الأجل بسعر خصم أي ما يعرف بپ"نافذة الخصم". وبات يمكن للمصرفين الحصول على ودائع مصرفية تتمتع بتأمين"مؤسسة تأمين الودائع الاتحادية"، لمساعدتهما في شكل افضل على تجاوز الأزمة المالية، بناء على طلب خاص تقدما به. وهذه الخطوة تجعل المصرف المركزي الأميركي قادراً على نجدتهما عند الضرورة، في مقابل احترامهما قواعد اشد صرامة تفرضها السلطات الأميركية عليهما، مقارنة بالسابق، وهي تعلن بداية مرحلة جديدة في النشاط المصرفي والقضاء على نموذج العمل المصرفي الاستثماري الذي هيمن على سوق"وول ستريت"والعالم طوال أكثر من 20 عاماً. وجاء الإعلان عن هذا التغيير بعد أسبوع من إفلاس مصرف"ليمان براذرز"واندماج"ميريل لينش"مع"بنك اوف أميركا"وبعد ستة اشهر من تصفية مصرف"بير ستيرنز". وكان"مورغان ستانلي"وپ"غولدمان ساكس"، المصرفيان الاستثماريان الوحيدان الصامدان حتى الآن، وتعرضا لهجمات عدة الثلثاء والأربعاء الماضيين في اوج موجة الذعر التي ضربت البورصات. وأفادت إشاعات عن مفاوضات لدمج الأول مع مصرف"واشوفيا"الأميركي التجاري أو إمكان تحالفه مع"تشاينا إنفستمنت كورب"، وهو صندوق سيادي صيني، على رغم نتائجه المالية الجيدة التي لم تكن متوقعة. ونشرت صحيفة"فايننشال تايمز"أمس ان المصرف جمّد مفاوضاته مع"واشوفيا"لأن"تغيير وضعه القانوني يقلل من ضرورة تحقيق هذا الدمج". وبموجب الترتيب الأخير تصبح الجهة التنظيمية الأولى المتخصصة بالإشراف على الشركتين الام للمصرفين الاستثماريين هي"مجلس الاحتياط"وليس"لجنة الأوراق المالية وأسواق الصرف"، لكن اللجنة ستواصل تنظيم أنشطتهما في مجال الأوراق المالية الأميركية. وهوى سهم"غولدمان"نحو 45 في المئة في أول أربعة أيام من الاسبوع الماضي، وانتعش سهمه جزئياً لاحقاً وسط أنباء عن صفقة حكومية حجمها 700 بليون دولار لإنقاذ النظام المالي الأميركي، وحظر بيع الأسهم المالية على المكشوف. وتراجع سهم"مورغان ستانلي"في الأسبوع الماضي وقفز سعر التأمين على ديونه، وسط مخاوف من ان المؤسسات المالية العاملة في الوساطة المالية قد لا تنجو من الأزمة الحالية. المصارف المركزية تتدخل مجدداً وبادر"بنك اليابان المركزي"إلى ضخ 1500 بليون ين 14 بليون دولار في النظام المصرفي الياباني أمس, لتلبية الحاجة الماسة الى السيولة لدى المصارف اليابانية، عبر عمليات"السوق المفتوحة"أوبن ماركت التي تقضي بأن يشتري البنك المركزي الياباني من المصارف الخاصة اصولاً خصوصاً سندات خزانة لتعزيز السيولة في الأسواق. وكان المركزي الياباني اقرض المصارف الأسبوع الماضي ما مجموعه 11 تريليون ين 104 بلايين دولار لاحتواء الأزمة العالمية. ووسَّعت وزارة المال الروسية أمس قائمتها للبنوك المتاح لها تمويل طارئ من الموازنة الروسية من ثلاثة الى 28 بنكاً. وكانت القائمة تضم في الأساس اكبر ثلاثة مصارف عاملة في البلاد وهي"سبربنك"الحكومي وپ"في تي بي"وپ"غازبروم بنك". وطرحت أمس 600 بليون روبل 24.21 بليون دولار في مزاد لثلاثة اشهر بمعدل فائدة أدنى يبلغ 8.75 في المئة. وفي مانشستر، افاد وزير المال البريطاني، اليستير دارلنغ، ان"بريطانيا ستجتاز الأزمة المالية"وأعلن أن"الحكومة مستعدة لدعم الاقتصاد البريطاني". ودعا أعضاء الحكومة الى"التوقّف عن التشاحن في شأن ما ينبغي أن يقود دفة الأمور في البلاد". "نومورا"و"ليمان براذرز" وفازت مجموعة"نومورا"القابضة اليابانية أول شركة أوراق مالية يابانية تفتح 81 مكتباً في الخارج، بصفقة شراء عمليات"ليمان براذرز"في آسيا، بعد ان فاق عرضها عروضاً مقدمة من بنوك أخرى تسعى لشراء أصول المصرف الأميركي الذي أشهر إفلاسه. وتقدمت مع بنك"باركليز"البريطاني بعروض لشراء أجزاء من أعمال"ليمان"في أوروبا. ويهتم"باركليز"بشراء وحدات التداول بالأسهم التابعة لپ"ليمان"في أوروبا، وهي تشمل نحو ألف إلى 1500 موظف من مصرفيين وفنّيين غالبيتهم في لندن. وكان ابرم صفقة قيمتها 1.75 بليون دولار لانقاذ وحدة"ليمان براذرز"الاستثمارية في الولاياتالمتحدة الأسبوع الماضي.