بعد تحذيرات أميركية من تجدد نشاط"الجماعات الخاصة"المدعومة من طهران، حذّر مسؤولون أمنيون في مدينتي البصرة والناصرية جنوبالعراق من عودة مجموعات مسلحة من ايران بعد تلقيها تدريبات على تنفيذ خطط تشمل عمليات تفجير واغتيال باستخدام الدراجات النارية. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أ ف ب عن قائد شرطة ذي قار 380 كيلومتراً جنوببغداد صباح الفتلاوي، قوله إن مجموعات مسلحة شيعية متطرفة تدربت في ايران، دخلت خلال الأيام الأخيرة العراق لتنفيذ اعتداءات بالقنابل ضد كبار المسؤولين. وأوضح الفتلاوي أن المجموعات، كل واحدة تضم عشرة مقاتلين، كلها اجتازت الحدود، آتية من ايران، ووصلت الى العمارة، كبرى مدن محافظة ميسان الشيعية في جنوبالعراق. الى ذلك، أكدت قيادة شرطة البصرة ل"الحياة"تصاعد التصفيات في المدينة التي شهدت قبل يومين خمس عمليات اغتيال، كان بين ضحاياها قيادي كبير في"جيش المهدي". وذكرت مصادر أمنية عراقية أن اعتماد الدراجات المفخخة بدلاً من السيارات يأتي بسبب سرعة حركتها وإمكان اختراقها بعض المنافذ الأمنية مثل الأسوار الإسمنتية، مشيرة الى أن السبب ذاته دفع الى استخدام تلك الدراجات في الاغتيالات. وقال الناطق باسم قيادة شرطة البصرة العقيد كريم الزيدي ل"الحياة"إن دوافع هذه الجرائم تتنوع بين سياسي وعشائري ومالي، مشيراً الى أن أبرزها كان مقتل عدي الزامل قائد"جيش المهدي"في السماوة، والذي عاد قبل أسبوع من إيران الى البصرة حيث اغتيل على أيدي مسلحين. وأكد الناطق بإسم قيادة عمليات البصرة العقيد عباس التميمي ل"الحياة"أن"كل الجرائم التي حدثت أخيراً نفذها أشخاص يستقلون دراجات نارية، ما استدعى اصدار قرار يمنع سيرها في شوارع المحافظة ليلاً ونهاراً للحد من هذه الحوادث". وأضاف أن"مستوى الجريمة بدأ بالارتفاع والدول الاقليمية عاودت نشاطاتها المدمرة في بعض مناطق العراق"، لافتاً الى اعتقال أحد المتسللين عبر الحدود مع دولة لم يكشف إسمها، كان في حوزته معلومات وأسماء بعض الشخصيات السياسية والعلمية في المحافظة بغرض تصفيتها. ويؤكد الجيش الأميركي أن"المجموعات الخاصة"خلايا من الناشطين الشيعة المدربين الذين تموّلهم وتسلحهم مجموعات مرتبطة بإيران، إلا أن طهران تنفي هذه الاتهامات. وكان ناطق باسم الجيش الأميركي أكد ل"الحياة"الجمعة الماضي أن لدى القوات الأميركية معلومات عن تسلل الجماعات من ايران لتنفيذ عمليات نوعية في العراق. من جهة ثانية، أعلن مصدر في الداخلية السعودية أن السلطات العراقية سلّمت الرياض ثمانية سعوديين كانوا معتقلين في العراق. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المصدر أنه في اطار"الجهود المشتركة بين المملكة والعراق الشقيق لتعزيز التعاون الأمني، وفي إطار التمهيد لاتفاق تبادل المحكومين بعقوبات سالبة للحرية، فقد تسلمت الأجهزة المختصة من الأجهزة النظيرة في العراق الشقيق ثمانية من الموقوفين السعوديين". وأضاف المصدر نفسه أنه"في هذا السياق، فإن الترتيبات قائمة لتسليم السلطات العراقية 16 من الموقوفين العراقيين في المملكة".