يدخل الدوري السعودي مساء اليوم المنعطف الثاني، الذي يعقبه فترة توقف حتى الرابع من الشهر المقبل، إذ تقام ست مباريات أشدها سخونة مواجهة الأهلي والشباب على ملعب الأول، كما يستضيف الوحدة نظيره النصر، والهلال يقابل الرائد، والاتحاد يحل ضيفاً على الوطني، والاتفاق يواجه الحزم، ونجران يستضف أبها. اختبار حقيقي لمسيرة الطرفين في مشوار الدوري، فالشباب يسعى إلى تعزيز انتصاره السابق أمام نجران بتجاوز عقبة الأهلي الصعبة على أرضه وبين جماهيره، والفريق الشبابي يمتلك قوة كبيرة في منطقة المناورة بوجود صانع اللعب البرازيلي كماتشو، إلى جانب حيوية وتألق عطيف أخوان الدائمة، كما أن ثنائي المقدمة لا يقل خطورة وقوة، إذ يتحرك الهداف ناصر الشمراني بأناقة عالية في المساحات المتاحة كافة، ويشكل قلقاً كبيراً للمدافعين طوال دقائق المباراة ولا يكتفي بتسجيل الأهداف، بل له دور مؤثر في صناعة غالبية الفرص لزملائه، كما أن فيصل السلطان هو الآخر صاحب مجهود سخي. أما الأهلي فتبدو مهمته أصعب بكثير كونه الفريق الوحيد بين الكبار الذي خسر المواجهة الأولى، ما يجعل مهمة التعويض شعار المدرب واللاعبين، والجماهير الأهلاوية باتت تخشى تكرار سيناريو العام الماضي ،عندما فرط الفريق في عدد من النقاط في الجولات الأولى، ما جعله خارج دائرة المنافسة باكراً. والمدرب البلغاري ملادينوف سجل فشلاً ذريعاً في المباراة السابقة أمام النصر، إذ لم يحسن التعامل مع مجريات اللقاء، وأجرى ثلاثة تبديلات كانت محل سخط وتذمر جماهير القلعة، عندما سحب الثلاثي الأفضل البرازيلي هاريسون ومعتز الموسى وحسن الراهب، ما بعثر الأوراق وأهدر نقاط المباراة، ويحاول البلغاري تعديل ما يمكن تعديله لإعادة توازن الخطوط وتدارك الأوضاع قبل توسع المسافة بين المنافسين. على رغم الفوارق الفنية التي تقف إلى جانب الهلال، إلا أن فريق الرائد لن يقبل بالمزيد من التفريط النقاطي، خصوصاً أنه خسر المباراة الافتتاحية بنتيجة ثقيلة أمام الاتحاد. الهلال قدم أداء جيداً في المواجهة الأولى أمام أبها، على رغم غياب معظم عناصره الأساسية، إلى جانب خلو صفوفه من المحترفين الأجانب، ولا شك أن جاهزية الليبي طارق التايب تعزز من قوة الفريق، كونه يمثل ثقلاً كبيراً في منطقة الوسط وتحديداً في الشق الهجومي، كما أن ظهيري الجنب عمر الغامدي وعبدالله الزوري يقومان بادوار هائلة على الشقين الدفاعي والهجومي، فيما يشكل ياسر القحطاني لوحده جبهة هجومية يصعب على أي مدافعين الحدّ من خطورته دائماً بالطرق المشروعة. وعلى الجهة المقابلة، يمني النفس مدرب الرائد التونسي محمد الدو بالظهور بصورة مختلفة تكون خير بداية لرحلة البقاء، ويفتقد الفريق إلى الهداف الحقيقي الذي يجيد ترجمة جهود زملائه، وتظل محاولات عبدالعزيز الكلثم وعبدالإله هوساوي الفردية غير كافية للوصول إلى الشباك. يتحصن الفريق الوطناوي بجماهيره للنهوض من الكبوة التي تعرض لها أمام الاتفاق، والوطني له مواقف تذكر أمام الاتحاد، إذ فرض عليه التعادل في كلتا مواجهتي الموسم الماضي، والمدرب الجزائري موسى صايب مطالب بالتعامل المثالي مع قدرات اللاعبين وعدم المجازفة في فتح الملعب أمام خصم يفوقه في مقومات كرة القدم كافة. أما الاتحاد فيدخل المباراة بنشوة الانتصار الكبير في الجولة الأولى على الرائد بخماسية، ويحاول مدربه الأرجنتيني كالديرون إلى تعزيز صدارة فريقه بمزيد من النقاط وبأكثر عدد من الأهداف، ولديه أسماء مميزة في المراكز كافة، إلى جانب الثلاثي الأجنبي هشام بوشروان وعماد متعب وأحمد حديد، وأن كان محمد نور هو الأبرز والأكثر تأثيراً في مهام الفريق الدفاعية والهجومية. تتشابه طموحات الطرفين في البحث عن النقاط الثلاث كاملة من أجل تأكيد الإصرار على التواجد في دائرة المنافسة، وكلاهما كسب الموقعة السابقة، فالنصر عبر الأهلي والوحدة كسب الحزم، ويتفوق الفريق الأصفر بعامل الخبرة، فيما يتحصن الوحدة بعاملي الأرض والجمهور. لن يتنازل أصحاب الضيافة عن ثلاث نقاط جديدة بعد السقوط في الموقعة الافتتاحية، والفريق الحزماوي عرف بقوته وعناده عندما يلعب على أرضه وبين جماهيره، والمدرب التونسي عمار السويح يملك عدداً من العناصر المؤثرة في الخطوط كافة، إذ يتواجد السنغالي حمادجي وأحمد مناور وصقوان المولد وفؤاد المطيري. أما الاتفاق فكسب المواجهة السابقة أمام الوطني، ويسعى جاهداً إلى الخروج بالعلامة الكاملة من النقاط قبل فترة التوقف، والأداء الفني للاتفاق لا يختلف كثيراً عن مضيفه.