أعلن مسؤول أمنى في اسلام آباد أمس، ان القوات الباكستانية تساندها مروحيات وطائرات قصفت مخابئ للإسلاميين المرتبطين بتنظيم"القاعدة"في شمال غرب المنطقة القبلية، ما اسفر عن سقوط 15 قتيلًا. وتشن القوات الباكستانية هجوماً واسع النطاق على مواقع المتمردين في منطقة باجور قرب الحدود الأفغانية منذ الشهر الماضي. وأدّت العمليات الى سقوط 700 قتيل معظمهم من الناشطين الإسلاميين ونزوح حوالى 260 ألف شخص. وقال مسؤول أمنى ان القوات الباكستانية" قتلت حوالى 15 ناشطاً وجرحت عشرين آخرين"في قصف بدأ بعض ظهر الاثنين واستمر أمس. وأضاف ان القوات الباكستانية استهدفت مواقع للناشطين في مناطق تانغ خاتا وراشاكاي ولويزام, مستخدمة المدفعية. الاستخبارات الباكستانية من جهة أخرى، شدد ريتشارد باوتشر مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون جنوب ووسط اسيا، على ضرورة إصلاح وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية أي اس أي. والتي يرتاب الأميركيون لنشاطها لاعتقادهم أنها ما زالت على صلة بحركة"طالبان". وحاول رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني إخضاع الوكالة لسيطرة وزارة الداخلية، ولكنه اضطر للتراجع في شكل محرج. وتواجه حكومة جيلاني تشدداً متزايداً في شمال غربي البلاد واستياء عاماً بسبب ضربات جوية أميركية متكررة تستهدف ملاذات الإرهابيين وتخطئ أهدافها فتصيب مدنيين. وقال باوتشر ان العنف المتزايد للمتشددين لم يعد أمراً يتطلب التعامل معه في شكل يحقق ما تريده الولاياتالمتحدة بل ما هو ضروري لمستقبل باكستان، مضيفاً أن"المشكلة أصبحت أكثر حدة". وأشاد باوتشر بالحملة الجديدة للجيش الباكستاني ضد المتشددين وقال:"أعتقد أنهم الجنود الباكستانيون أبدوا الكثير من الإصرار خصوصاً في الشهر أو الشهرين الأخيرين". وأضاف أن محاربة المتشددين في المنطقة المحاذية للحدود مع أفغانستان، تجاوزت نطاق إصلاح وكالة الاستخبارات وأصبحت تتطلب تنسيقاً أكبر بين الأجهزة الباكستانية وبين اسلام اباد وواشنطن. وتساءل باوتشر عن"جهاز الدولة الباكستاني بكامله ورجال السياسة والأمن ومسؤولي التنميمة الاقتصادية وهل هم مصطفون بالشكل السليم لتحقيق هدف واحد وهو هزيمة الإرهابيين وتحقيق الاستقرار في باكستان؟". وأضاف:"ما دامت هناك منظمات أو أجزاء من المنظمات التي تعمل في اتجاهات مختلفة فمن الصعب بدرجة أكبر على الحكومة تحقيق هذا الهدف". تسليم فتى معتقل في أفغانستان على صعيد آخر، سلمت السلطات الأفغانية باكستان ابن الباكستانية عافية صديقي التي تحتجزها الولاياتالمتحدة للاشتباه بأن لها صلة بتنظيم"القاعدة". واعتقلت الشرطة الأفغانية صديقي وهي عالمة أعصاب تلقت تعليمها في الولاياتالمتحدة، وابنها علي حسن، خارج مكتب حاكم ولاية غزني في تموز يوليو الماضي، ثم نقلت الى أميركا بعدما خطفت بندقية ضابط أميركي أثناء جلسة استجواب وأطلقت النار عليه وعلى رفاقه. وبقي ابنها البالغ من العمر 12 سنة في سجن أفغاني، ما أثار دعوات من باكستان وجماعات حقوق الإنسان للإفراج عنه. في الوقت ذاته، حض البرلمان الباكستانيالولاياتالمتحدة على إعادة صديقي الى بلادها. ويذكر ان عافية متزوجة من ابن أخ خالد الشيخ محمد المتهم بتدبير هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001. وكان زوجها اعتقل عام 2003 وهو الآن محتجز في غوانتانامو.