تحدت القوات الأميركية الجيش الباكستاني أمس، بشنّها غارة جوية جديدة في منطقة القبائل أسفرت عن سقوط 14 قتيلاً، وذلك غداة تأكيد قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفاق كياني ان بلاده لن تسمح بعمليات للقوات الأميركية على أراضيها و"ستدافع عن سيادتها أياً يكن الثمن". وبعد الغارة التي استهدفت مجمعاً يؤوي أنصاراً للزعيم الأفغاني قلب الدين حكمتيار المتحالف مع"طالبان"، عقدت قيادة الجيش الباكستاني اجتماعاً، أصدرت في نهايته بياناً جددت فيه"تصميم الجيش على العمل لحماية وحدة أراضي البلاد وسلامتها، تحت قيادة حكومتها الديموقراطية الجديدة". ونقل البيان عن الجنرال كياني قوله خلال الاجتماع لكبار الضباط:"كل عناصر القوة الوطنية تحت القيادة الديموقراطية الجديدة، سيحمون وحدة أراضي باكستان وسلامتها، بدعم وتأييد كاملين من الشعب الباكستاني". ولم يوضح البيان كيف ستتصدى القيادة الباكستانية للضربات الأميركية التي أصبحت"شبه يومية"، في حين أكد رئيس الأركان الأميركي الأميرال مايكل مولن انه أمر باستراتيجية عسكرية جديدة تشمل"جانبي الحدود"الأفغانية - الباكستانية. وأصاب صاروخان أطلقتهما طائرة من دون طيار، تابعة للجيش الأميركي في أفغانستان، المجمع وهو مبنى مدرسة سابقة، استأجرته منظمة"البدر"الأصولية التابعة لحكمتيار والتي يساند انصارها"طالبان". ويقع المجمع في منطقة تل خل في ضاحية ميرانشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان القبلي التي تعد معقلاً ل"طالبان باكستان"وتؤوي مقاتلين أجانب من"القاعدة". وأكد الناطق باسم الجيش الباكستاني مراد خان وقوع الهجوم الصاروخي فجر أمس، مشيراً الى ان القيادة العسكرية أبلغت الحكومة الباكستانية الأمر. وقال مسؤولون أمنيون في المنطقة ان الغارة دمرت المجمع وان 14 شخصاً قتلوا وجرح حوالي 12 آخرين. وأفاد شهود ان متشددين كانوا يعيشون مع عائلاتهم في المجمع الذي كان مقراً لمدرسة رسمية. وأفادت تقارير بأن مقاتلين متشددين بين القتلى، لكن احداً لم يحدد هويّاتهم. والغارة هي الرابعة في سلسلة ضربات استهدفت شمال غربي باكستان، وأسفرت في غضون أسبوع عن مقتل 38 شخصاً على الأقل بينهم مدنيون. وتزامنت الغارة الجديدة مع عمليات للجيش الباكستاني ضد المتشددين في منطقتي باجور ووادي سوات المجاورتين. لكن مصادر باكستانية أكدت ان استمرار الضربات الأميركية قد يؤدي الى وقف هجوم القوات النظامية الباكستانية، في ظل تنامي الاستياء الشعبي من سقوط ضحايا مدنيين في الغارات، إضافة الى ما تشكله تلك الضربات من انتهاك لسيادة باكستان، كما أشار بيان القيادة العسكرية في إسلام آباد. وأعلن الناطق باسم الجيش الباكستاني مراد خان أن 40 مسلحاً يعتقد انهم من طالبان قتلوا امس في اشتباكات عنيفة مع قوات الامن الباكستانية في منطقة قبائل على الحدود الافغانية. وقُتل نحو 150 مسلحاً منذ أول من أمس في منطقة باجور في عملية مستمرة ضد عناصر"القاعدة"و"طالبان"المختبئين في هذه المناطق الوعرة. في أفغانستان، أعلن مسؤولون ان 23 شخصاً قتلوا عندما نصب مقاتلو"طالبان"مكمناً لقافلة تابعة لشركة أمن أميركية في ولاية فرح جنوب غرب، وذلك في ثاني هجوم تتعرّض له الشركة خلال 48 ساعة. وقال خليل الله رحماني رئيس الشرطة في فرح ان اشتباكاً تلى المكمن أسفر عن مقتل 15 من"طالبان"، مشيراً الى مقتل أربعة حراس أفغان وأربعة مدنيين، في الهجوم الذي شنّه مسلحو الحركة على القافلة التابعة لشركة"يو اس بروتيكشن اند انفستيغيشن"التي تعمل في حراسة الإمدادات الى قوات التحالف. وقال مسؤول اقليمي آخر طلب عدم ذكر اسمه، ان مسلحي"طالبان"هاجموا القافلة بأسلحة ثقيلة وأضرموا النار في أربع سيارات. وكانت قافلة أخرى للشركة تعرضت لهجوم في مدينة قندهار أول من أمس، أسفر عن قتيلين.