أبلغت مصادر قبلية باكستانية "الحياة" أمس أن طائرات أميركية شنت غارات جوية مكثفة على منطقة شكين في ولاية بكتيكا جنوب شرقي أفغانستان، حيث تعرضت قافلة اميركية أول من أمس لهجوم أسفر بحسب القوات الأميركية عن مقتل جنديين أميركيين وإصابة أربعة آخرين بجروح، فيما أكدت المصادر القبلية وأخرى من "طالبان" أن 12 قتيلاً من الجنود الأميركيين والأفغان سقطوا في الهجوم. وأفاد شهود عيان أن القصف الجوي العنيف تركز على مراكز ل"طالبان" في منطقة برمل. وأعلن ناطق باسم الجيش الاميركي نقل جثتي جنديين قتلا في الهجوم الى الولاياتالمتحدة. وأضاف ان الجرحى الاميركيين الاربعة في حال مستقرة وتم نقل اثنين منهما الى لاندشتول في المانيا ولا يزال احدهم في المستشفى فيما خرج الرابع أمس. وأفادت مصادر "طالبان" ان القافلة العسكرية التي تعرضت للهجوم كانت مكونة من ثلاث سيارات عسكرية تقل جنوداً أميركيين وأفغاناً، وتعرضت لكمين نصبته عناصر تابعة ل"طالبان" و"القاعدة" في منطقة برمل على بعد كيلومترات من الحدود مع باكستان. وأوضحت المصادر أن الهجوم أسفر عن مقتل ستة من القوات الأميركية وإصابة خمسة آخرين بجروح، اضافة إلى مقتل ستة من الجنود الحكوميين الأفغان. وأضافت أن القافلة كانت في طريقها الى المنطقة لمساندة قوات أميركية وأفغانية بعد يوم من الاشتباكات مع قوات معارضة للوجود الأميركي استخدمت فيها اسلحة متوسطة وقذائف مدفعية وصاروخية. وتأتي هذه التطورات بعدما قدم الرئيس الأفغاني حامد كارزاي في زيارته الأخيرة لإسلام آباد قائمة تتضمن أسماء قيادات من "طالبان" موجودة في باكستان تسعى إلى تنظيم صفوفها لزعزعة الحكومة الأفغانية. وكشفت مصادر باكستانية ل"الحياة" أن زيارة وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد الى كابول اليوم تهدف إلى معالجة ما يوصف ب"التدخلات" الباكستانية في أفغانستان والمتمثل في دعم مقاتلي "طالبان" الذين تصاعدت عملياتهم العسكرية في مناطق الشرق الأفغاني المحاذي لمناطق القبائل الباكستانية، وآخرها هجوم أول من أمس الذي وصف بأنه "أعنف" هجوم مسلح ضد قافلة عسكرية أميركية. رامسفيلد وفي واشنطن أ ف ب دافع رامسفيلد مساء أول من أمس عن اعتقال قاصرين تقل أعمارهم عن 16 عاماً من دون محاكمة في غوانتانامو بين أسرى "طالبان" و"القاعدة" ال660 الذين اعتقلوا في أفغانستان. وقال رامسفيلد والانزعاج باد عليه لصحافيين أشاروا إلى الصدمة التي أثارتها هذه الاعتقالات في الخارج، "إنهم ليسوا أطفالاً... هناك أناس كثيرون قتلوا بأيدي أشخاص تقل أعمارهم عن عشرين عاماً". واستطرد الجنرال ريتشارد مايرز رئيس هيئة أركان الجيوش قائلاً: "مهما كان عمرهم فهم خطرون جداً جداً"، مؤكدًا أن عمليات بحث أجريت في أفغانستان: "فبعضهم قتلوا ويؤكدون أنهم مستعدون لتكرار ذلك... فهم ربما أناس يافعون لكنهم... ينتمون إلى فريق من الإرهابيين". ويعتقل عدد ضئيل من الفتيان الذين تقل أعمارهم عن 16 عاماً في غوانتانامو. ولعدم حيازتهم أوراقاً ثبوتية حددت أعمارهم بناء على فحوصات أجراها معهد الأمراض في الجيش. وشدد رامسفيلد على حسن معاملة الأسرى وهو أمر لاحظته اللجنة الدولية للصليب الأحمر على حد قوله، وأضاف: "نود الاتفاق مع دول أخرى لكي تستعيد رعاياها لكن على أن نتمكن من رؤيتهم للحصول، عند الاقتضاء، على معلومات أخرى، وألا تطلق هذه الدول سراح أولئك الذين يشكلون خطرًا على الأميركيين".