استمر امس في باكستان مسلسل التفجيرات والهجمات الانتحارية الذي تشنه الجماعات القبلية المسلحة رداً على اقتحام الجيش "المسجد الاحمر" وجامعة "حفصة" في إسلام اباد الاسبوع الماضي، وحصد اكثر من خمسين قتيلا وعشرات الجرحى، في وقت لم يستبعد البيت الابيض امكان شن غارات جوية اميركية ضد اهداف"ارهابية"في باكستان، ورفض الناطق باسمه توني سنو توضيح ما اذا كانت واشنطن ستطلب موافقة الرئيس برويز مشرف المسبقة على ذلك. وكشف مسؤولون عسكريون باكستانيون سابقون ان الجيش قرر اطلاق عمليات مشتركة في منطقة القبائل بالتعاون مع قوات الحلف الأطلسي الناتو التي تنتشر في افغانستان، للتصدي لتنامي نفوذ حركة"طالبان"الافغانية وتنظيم"القاعدة"في باكستان، فيما شدد لي هاملتون، أحد المشرفين على إعداد تقرير للتوصية بإستراتيجية اميركية جديدة لمكافحة الإرهاب، على ضرورة إرسال قوات أميركية الى هذه المنطقة. وقتل مهاجم انتحاري 14 شخصا على الاقل في اعتداء استهدف مساء امس مسجد مدينة كوهات في منطقة القبائل في شمال غرب باكستان. وقال ضابط في شرطة المدينة"قتل 14 شخصا وجرح 19 على الاقل في انفجار وقع داخل المسجد ونجم على ما يبدو عن هجوم انتحاري". وتقع كوهات في الولاية الحدودية الشمالية الغربية على بعد نحو 40 كلم جنوببيشاور و50 كلم من الحدود الافغانية. وهاجم انتحاري آخر بسيارة مفخخة مبنى أكاديمية الشرطة في بلدة هنجو الباكستانية بالاقليم الحدودي الشمالي الغربي، ما اسفر عن مقتل سبعة من رجال الشرطة، فيما فجر انتحاري ثالث بسيارة من طراز"مازدا"نفسه لدى مرور قافلة اقلت عشرة عمال صينيين بمواكبة قوات حكومية في مدينة هب جنوب غربي باقليم وزيرستان كانوا في طريقهم الى كراتشي, ما ادى الى مقتل حوالى 36 شخصاً بينهم عدد من رجال الشرطة. على صعيد آخر، أعلن وزير الداخلية الباكستاني أفتاب شيرباو أن أجهزة الأمن رصدت مكالمة هاتفية اجراها الشيخ عبد الرشيد غازي، زعيم متطرفي"المسجد الأحمر"والذي قتل في عملية اقتحام المسجد، مع بيت الله محسود قائد"طالبان الباكستانية"في اقليم جنوب وزيرستان، وذلك قبل أيام من الاقتحام. وأشار الوزير إلى ان المكالمة أكدت علاقة إدارة"المسجد الأحمر"بجماعات إرهابية ومسلحين في مناطق القبائل. وفي الولاياتالمتحدة، دعا لي هاملتون، أحد المشرفين على إعداد التقرير الذي يحمل اسم"بيكر - هاملتون"للتوصية بإستراتيجية جديدة لمكافحة الإرهاب، الى إرسال قوات أميركية إلى باكستان بسرعة ل"اجتثاث"تنظيم"القاعدة"من مناطقها القبلية المحاذية للحدود مع أفغانستان. وشدد هاملتون وهو نائب رئيس اللجنة الخاصة التي أعدت التقرير الخاص باعتداءات 11 أيلول سبتمبر 2001، على ضرورة الإعداد بعناية للعملية في مناطق القبائل وتنسيقها مع الباكستانيين"إذ يجب الا نسمح للقاعدة باتخاذ مأوى في أي مكان، وهذا الأمر غير قائم حالياً في باكستان". وانتقد قرار الرئيس الباكستاني برويز مشرف سحب قواته من مناطق القبائل إثر الهدنة السابقة مع زعمائها، مندداً برفضه السماح لواشنطن بضرب المتشددين في هذه المناطق"على رغم كونه حليفاً مهماً للولايات المتحدة". وأضاف:"يمكن ان نتدخل عبر تنفيذ وحدات خاصة عمليات سرية، أو عدم التوقف عن مطاردة عناصر طالبان لدى دخولهم باكستان. المهم ألا نسمح بجعل باكستان ملاذاً آمناً للقاعدة". في أفغانستان، نفى هارون زرغون الناطق باسم زعيم"الحزب الاسلامي"قلب الدين حكمتيار إعلان الأخير وقفاً للنار في معركته مع الحكومة الأفغانية، واصفاً بياناً بثته محطتا تلفزيون خاصتان وأفاد بأن الحزب أوقف نضاله المسلح ويسعى الى السلام، بأنه"محاولة للتجريح بحكمتيار وتشويه صورته"راجع ص 8.