انفجر الوضع في شمال وزيرستان غرب باكستان بعد تعرض قافلة عسكرية لهجوم صاروخي من مناطق جبلية جنوب مدينة ميرانشاه مركز مديرية وزيرستان الشمالية. وأسفر الهجوم عن مقتل سبعة من الجنود الباكستانيين وجرح 26 من القوات الخاصة، ثلاثة منهم في حال خطرة. وقال الناطق باسم القوات المسلحة الباكستانية اللواء شوكت سلطان ان معارك عنيفة دارت بين القوات الباكستانية والعناصر القبلية التي شنت الهجوم، مشيراً إلى مقتل خمسة من المقاتلين القبليين المؤيدين لحركة"طالبان". وسارع الجيش الباكستاني إلى إغلاق منطقة ميرانشاه ومنع وسائل الإعلام من الاقتراب منها، كما منع نقل أي خبر عن العمليات العسكرية الجارية. وقال وزير الداخلية الباكستاني افتاب احمد خان شرباو:"استشهد سبعة من قوات الأمن وأصيب 26". وأفاد سكان انهم شاهدوا مروحيات حربية تحلق في المنطقة بعد المكمن. وقال مسؤولون في الاستخبارات إن خمسة متشددين قتلوا، لكن زملاءهم حملوا جثثهم بعيداً. وأشار مسؤولون في الجيش إلى أن أكثر من 500 جندي يشاركون في عملية تمشيط في المناطق الجبلية التي انطلق منها الهجوم الصاروخي وتساندهم المروحيات، وقصف الجيش الباكستاني الأماكن التي يعتقد بوجود مسلحين قبليين فيها. ويتوقع أن تشهد المنطقة مزيداً من العمليات العسكرية في الأيام المقبلة، رداً على الهجمات التي يشنها المسلحون القبليون الذين يطالبون برحيل الجيش عن مناطقهم، فيما تسعى الحكومة الى استئصال من تسميهم المتسللين الأجانب الذين قدموا من أفغانستان ويتخذون من المنطقة ملاذاً آمناً، يشنون انطلاقاً منه، هجمات على القوات الأميركية والأفغانية. وعند مشارف مدينة جلال آباد في شرق أفغانستان، أفادت الشرطة أن سيارة مفخخة انفجرت عندما حاول سائقها أن يصدم بها قافلتهم، في حين جرح في حادث منفصل جنديان كنديان في انفجار قنبلة على جانب الطريق. وقال الناطق باسم الشرطة في جلال آباد عبدالغفور إن القوات الأميركية قتلت سائق السيارة المفخخة بالرصاص وهو يحاول أن يصدم بها قافلة، وانفجرت بعد ذلك بثوان المتفجرات في السيارة. وقالت الناطقة العسكرية الأميركية تمارا لورانس إن السائق قتل في انفجار وهو يقترب من القافلة الأميركية، مضيفة:"المؤشرات التي لدينا الآن تفيد انه لم تطلق أي رصاصات". ويأتي ذلك بعد سقوط صاروخ في وسط كابول قرب السفارة الأميركية وقواعد عسكرية أميركية أخرى مساء أول من أمس، ما تسبب في إصابة حارس أفغاني في مجمع التلفزيون الحكومي بجروح طفيفة. وأكد ناطق عسكري أميركي في واشنطن أن جميع الأميركيين سالمون. وحذر جلال الدين حقاني أحد قادة"طالبان"، الأفغان من التعامل مع الحكومة والجيش و"قوات الاحتلال"، إذا أرادوا أن ينجوا من"مصير مشؤوم". مناورات وتزامن ذلك مع اجتماع اللجنة الأمنية الثلاثية الأميركية - الباكستانية - الأفغانية في راولبندي الباكستانية، والذي أعلن الجيش الأميركي على أثره مشاركة قوات افغانية للمرة الاولى في المناورات العسكرية الباكستانية -الأميركية التي ستجرى في باكستان في أيار مايو المقبل. كما اتفقت السلطات العسكرية في الدول الثلاث على"تعزيز اتصالاتها وتنسيقها"في عملياتها على حدودها المشتركة ضد ناشطين من نظام"طالبان"السابق. وهذا الاجتماع كان الثالث برئاسة أرفع القادة العسكريين في الدول الثلاث: الجنرال الأميركي كارل ايكنبيري قائد التحالف الدولي في أفغانستان والجنرال بسم الله خان رئيس أركان القوات الأفغانية والجنرال إحسان صلاح حياة مساعد رئيس أركان الجيش الباكستاني. ويشارك ممثلون عن حلف شمال الأطلسي الذي يتولى قيادة القوة الدولية للمساعدة في إحلال الأمن في أفغانستان ايساف، في اجتماع اللجنة في باكستان في حزيران يونيو المقبل. ومن المقرر أن تنتشر هذه القوات في انحاء البلاد في الأسابيع المقبلة. في غضون ذلك، أعلنت الحكومة الهولندية أنها سترسل نحو 200 جندي كتعزيزات إضافية إلى أفغانستان في الشهور المقبلة، بعد التدهور الأمني في البلاد.