شن المفاوض النووي الايراني السابق حسن روحاني هجوما عنيفا على الرئيس محمود احمدي نجاد، فحمّله مسؤولية إفراغ جيوب الايرانيين وجعل"كرامتهم للبيع"، واتهمه باضاعة"فرص ذهبية"لتطوير الدولة في الاعوام الثلاثة الماضية. وسأل روحاني، القريب الى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، في اجتماع حزبي أول من أمس:"لماذا جيوب الناس فارغة وكرامتهم للبيع؟"ليجيب:"إن مواقف وشعارات متهورة، غير محسوبة، وغير مدروسة فرضت أكلافا عدة على الامة". وأشار روحاني، في كلمته التي تلقت وكالة"اسوشيتدبرس"نسخة عنها امس، الى ان لدى السعودية فائضا يبلغ 870 بليون دولار بسبب ارتفاع عائدات النفط، فيما لا تملك الحكومة الايرانية الكثير من المال وهي تنفق عائدات النفط على الواردات بدلا من كبح التضخم وإنعاش الانتاج وتحسين الاقتصاد. وقال روحاني ان حكومة نجاد تبيع النفط الخام ب120 دولارا للبرميل في حين ان الموازنة تلحظ 20 دولارا للبرميل، ومع ذلك فان الايرانيين ازدادوا فقرا والاقتصاد ترنح اكثر وحادت الدولة بعيدا عن هدف توفير حياة أفضل لمواطنيها. ويتعرض احمدي نجاد لانتقادات داخلية عدة لكن أهمية كلام روحاني ليس في دلالته وحسب، كما ليس في كونه يصدر عن شخص قربب الى رفسنجاني، بل أيضا لانه يأتي بعد فترة قصيرة من موقف مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي في مباركته احمدي نجاد لولاية رئاسية ثانية من دون الحاجة الى انتظار الانتخابات. من جهة اخرى، لمح الوزير الاسرائيلي رافي ايتان إلى أن إسرائيل قد تقوم بخطف أحمدي نجاد لتقديمه الى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي على خلفية تصريحاته الداعية إلى القضاء على إسرائيل. وربط ايتان، وهو عضو في الحكومة الأمنية المصغرة وزعيم حزب"المتقاعدون"وعميل سابق في جهاز الاستخبارات موساد، في حديثه الى صحيفة"در شبيغل"الألمانية بين محاكمة الرئيس الايراني و"القبض على المجرمين النازيين". وعندما طلب منه محاوره توضيح ما يقول، اضاف ايتان:"ربما يحصل أن يجد رئيس دولة مثل أحمدي نجاد نفسه أمام المحكمة الدولية في لاهاي... من يبث سموماً ويريد إبادة شعب آخر يجب أن يتوقع نتائج كهذه لأفعاله". ورأى ان"موساد"يملك القدرة على تنفيذ ذلك،"لكنها ليست قضيتنا وحدنا بل هي تعني العالم اجمع". واعتبر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز إن"المعالجة الجذرية"للملف الايراني ستبدأ بعد الانتهاء من قضية جورجيا"وسيكتسب هذا الملف زخماً في غضون شهر أو شهرين". وأعرب عن تقديره بأن روسيا ستشارك في نهاية المطاف في العقوبات المفروضة على طهران"رغم محاولاتها الحالية لتقليصها". وقال زعيم حزب"ليكود"بنيامين نتانياهو، أقوى المرشحين لرئاسة حكومة جديدة بعد انتخابات عامة في إسرائيل، إن"مهمتنا الوطنية والدولية الأولى يجب أن تكون منع ايران من التسلح النووي". واضاف أن حكومة برئاسته ستنتهج سياسة أكثر تشدداً ضد الإرهاب وطريقاً أكثر فاعلية لعزل ايران دولياً". وأفادت الإذاعة العامة ان رئيس الحكومة ايهود اولمرت سيرأس اليوم اجتماعاً تشاورياً أمنياً حول الملف الايراني بمشاركة وزيري الدفاع والخارجية ايهود باراك وتسيبي ليفني فقط. ونسبت الاذاعة الى وزير النقل شاؤول موفاز، المنافس على خلافة اولمرت، تحذيره من أن ما يجري في ايران ينطوي على أخطار كبيرة، مشيرا الى الانتهاء قريباً من بناء مفاعل بوشه، ووصفه بانه"تقدم خطير لايران وخطوة إلى الوراء للديبلوماسية". وأضاف أنه يجب عدم السماح بتخصيب اليورانيوم على الأراضي الايرانية،"وإسرائيل تؤكد إن قدرة نووية في يدي ايران تعرض سلامة العالم للخطر". وأظهر استطلاع للرأي ان 56 في المئة من الاسرائيليين يؤيدون فكرة ضرب ايران في حال لم تثمر الجهود الدولية لمنعها من تطوير اسلحة نووية، فيما عارضها 36 في المئة.