لن أُعاتب أأقولُ عاتب؟ أأقولُ غاضب؟ لا لن أقولَ ولن أُعاتِب حتى وإن غدرَ الهوىَ حتى وإن رحلت من الميناءِ أحلامُ المراكب حتى وإن غابَ القمر والشمس غابت والكواكِب حتى وإن ذبُل الشجر حتَّى ولو صدّقتُ حلماً وانطلى من ثغرِ كاذب حتَّى ولو رحل الوجودُ جميعُهُ خلفَ المشارقِ والمغارب حتَّى ولو عصفت رياحُ الشوقِ تأخُذُني - سأُخمدُها وأهتفُ إنني يا قلبُ تائِب إرحل كما رحَلوا فإنّي لن أعُودَ ولَن أُعاتِبْ قبل الغياب تمهّلي.. فإنّني على مدى قوْسَينِ أو أدنى وأدنى للرِّحابْ حتَّى التحامِ النّارِ بالنورَينِ بالشَّهْدِ المُذَابْ حتّى احتدامِ الخَفْقِ في قلبَينِ طارا للسَّحابْ حتّى امتزاجِ الآهِ بالآهاتِ في نَشوى الإِيابْ تمهّلي.. بَل عَجِّلي إنّي هُنا أمَّا غدٌ... غدٌ غياب.