سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
برلسكوني اعتذر ل "الجراح الغائرة" التي سببتها بلاده للشعب الليبي والقذافي أعلن فتح الباب أمام شراكة مع بلد"صديق" . ليبيا وايطاليا توقعان "اتفاق صداقة" يطوي حقبة الاستعمار
وقّع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وضيفه رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني، أمس السبت، "اتفاق صداقة"تدفع ايطاليا بموجبه بلايين الدولارات تعويضاً عن انتهاكات ارتكبت اثناء فترة الحكم الاستعماري الإيطالي لليبيا. ويزيل هذا الاتفاق آخر العقبات أمام تحسن العلاقات بين ايطاليا وليبيا المنتج الرئيسي للطاقة. ووقّع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وبرلوسكوني بعد الظهر"اتفاق تعاون وشراكة وصداقة"بين حكومتي البلدين يقضي بدفع تعويضات ايطالية عن الحقبة الاستعمارية للييبا. وجدد برلوسكوني التعبير باسمه وباسم الشعب الايطالي، في بنغازي، عن أسفه واعتذاره ل"الجراح الغائرة التي سببها الاستعمار الايطالي للشعب الليبي". وتناول القذافي وبرلسكوني الغداء قبل توقيع الاتفاق في خيمة الزعيم الليبي في بنغازي شرق ليبيا. وتبادل الزعيمان الهدايا، إذ قدّم رئيس الحكومة الإيطالي للزعيم الليبي محبرة فضّية منحوتة على شكل رأس أسد، ومعها قلمان لتوقيع الاتفاق. وقدّم القذافي لبرلسكوني، في المقابل، بذلة من قماش الكتان. وقال القذافي لاحقاً خلال توقيع الاتفاق في قصر كان في وقت ما مقر مبعوث حكومة روما خلال الحكم الاستعماري الايطالي في بنغازي:"هذا الاتفاق يفتح الباب أمام تعاون وشراكة في المستقبل بين ايطاليا وليبيا". وتابع:"هذا اتفاق تاريخي، اعتذرت إيطاليا عن القتل والدمار والاضطهاد الذي مورس ضد الليبيين خلال الحكم الاستعماري". وزاد أن إيطاليا اليوم هي بلد صديق لليبيا. وكان برلسكوني قال للصحافيين بعد وصوله إلى بنغازي:"بموجب الاتفاق تستثمر ايطاليا في ليبيا 200 مليون دولار سنوياً على مدى 25 عاماً". وأضاف من دون ذكر تفاصيل:"ستقوم الشركات الايطالية بمزيد من الأعمال في ليبيا". وقال وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم إن الاتفاق سيسمح للبلدين بتجاوز تداعيات الماضي والمضي قدماً لفتح أفق جديد للمستقبل. وتتهم ليبيا ايطاليا بقتل آلاف الليبيين وتشريد آلاف آخرين من قراهم في الصحراء ومدنهم المطلة على البحر المتوسط خلال الاستعمار الايطالي لليبيا بين عامي 1911 و1943. وذكرت وسائل الإعلام الليبية انه في بادرة لحسن النيات أعادت ايطاليا تمثالاً قديماً لفينوس أُخذ إلى روما خلال الحكم الاستعماري. وأخذت القوات الايطالية"فينوس قورينا"وهو تمثال من دون رأس من بلدة قورينا المستعمرة الاغريقية القديمة وعرض في روما. وذكر مسؤولون في روما أن الاتفاق يتضمن دفع ايطاليا تعويضات تقدر ب"ببلايين الدولارات"واستثمارات يصل حجمها الى خمسة بلايين دولار على مدى 25 عاماً بما في ذلك شق طريق سريع عبر ليبيا من الحدود التونسية الى مصر. ويشمل الاتفاق أيضاً مشروعاً لإزالة ألغام ترجع إلى عهد الاستعمار الايطالي لليبيا. وتتوقع ايطاليا في المقابل أن تفوز بعقود في مجال الطاقة وأن تشدد حكومة طرابلس من الاجراءات الأمنية لوقف تدفق المهاجرين في شكل غير مشروع، بما في ذلك اجراء دوريات بحرية مشتركة. وكانت ايطاليا تجد صعوبات في العلاقة مع القذافي منذ توليه السلطة عام 1969. وفي عام 1970 طرد القذافي السكان الايطاليين وصادر املاكهم. وساندت روما مساعي طرابلس لإصلاح العلاقات مع الغرب والتي تحسنت بدرجة كبيرة منذ عام 2003 عندما قبلت ليبيا تحمل المسؤولية عن تفجير طائرة ركاب أميركية فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988. وقالت ليبيا كذلك إنها ستتوقف عن السعي إلى امتلاك أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية. ووقعت ليبيا يوم 14 آب أغسطس اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة لتسوية مطالب البلدين في شأن تعويضات تتعلق بتفجيرات. موراليس على صعيد آخر، وصل الرئيس البوليفي ايفو موراليس صباح أمس الى مدينة بنغازي لمشاركة ليبيا احتفالاتها بالعيد التاسع والثلاثين لثورة الفاتح من سبتمبر. وقال الرئيس البوليفي في تصريح لوكالة الانباء الليبية:"هذه لحظات تاريخية حيث تتقدم القوى التقدمية في دول أميركا اللاتينية وهي تزحف وتأخذ مواقعها الاستراتيجية". وأضاف"يسعد شعوبنا أن تقوم بمثل هذه الزيارات للقاء الثوار والقادة المعروفين في العالم، وهو يؤكد على دعم وتلاحم الشعوب. ونحن نطمح الى اقامة هذا الدعم وتفعيله واقامة هذا التلاحم بين شعبينا في منطقة دول اميركا اللاتينية والجماهيرية". وأعلنت وزارة الخارجية البوليفية في بيان أن موراليس بدأ الجمعة جولة رسمية تشمل ليبيا 30 و31 اب/اغسطس وايران 1 و2 ايلول/سبتمبر. وقررت لاباز وطهران اقامة علاقات ديبلوماسية في ايلول 2007 بمناسبة زيارة الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد الى بوليفيا. ووقع البلدان آنذاك اتفاقات في مجالي التجارة والطاقة.