اتفقت الخرطوم ونجامينا على عودة العلاقات الديبلوماسية المقطوعة بينهما منذ أيار مايو الماضي. ووافق الرئيس السوداني عمر البشير على لقاء نظيره التشادي إدريس ديبي برعاية الزعيم الليبي معمر القذافي، وأمر بإعادة فتح سفارة بلاده في العاصمة التشادية، كما حض أجهزة الإعلام الرسمية على وقف الحملات الإعلامية ضد نجامينا. وقال وزير الوحدة الافريقية الليبي عبدالسلام التريكي بعدما نقل رسالة من القذافي إلى البشير أمس في الخرطوم، إن الأخير وديبي وافقا على اقتراح من القذافي لعقد قمة بينهما. وأكد أنه ناقش مع الرئيس السوداني قضايا عدة تخص العلاقات بين السودان وتشاد، إلى جانب الاوضاع فى دارفور وكيفية إيجاد الحلول لها، واضاف:"توصلنا إلى نتائج ايجابية بعدما زرنا تشاد وتحدثنا إلى الرئيس ديبي. وهناك نقاط اقترحها القذافي ووافق عليها الطرفان". وكان السودان قطع العلاقات الديبلوماسية مع تشاد إثر هجوم فاشل شنه متمردون من"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور على أم درمان في ضاحية العاصمة. واتهمت الخرطومتشاد بدعم المتمردين وأغلقت سفارتها في نجامينا، بعدما أكدت أن قوافل المهاجمين تحركت من الأراضي التشادية. وأشار التريكي إلى استجابة البشير وديبى لمناشدة القذافي إعادة العلاقات بينهما. وأضاف:"أكد البلدان التزامهما بالاتفاقات السابقة، خصوصاً اتفاق طرابلس، وتنفيذ كل بنوده ووقف جميع الحملات الإعلامية بينهما وكل ما من شأنه أن يؤثر في العلاقات، والعمل على عودة علاقات طبيعية وأخوية بينهما". ولفت إلى أن السودان وافق وفقاً لاتفاق سرت على مساعدة تشاد في حل مشاكلها الداخلية، كما وافقت تشاد وليبيا على العمل مع السودان لحل مشكلة دارفور ، مشيراً إلى أن طرابلس ستعمل مع الجانبين على تنفيذ هذه الالتزامات. وأضاف التريكي أن البشير وديبي وافقا على عقد قمة ثلاثية لمباركة الاتفاق وتشكيل لجنة ثلاثية من البلدين بهدف إعادة العلاقات وتأكيد التزام الاتفاقات السابقة وتنشيطها وتفعيلها. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان إسماعيل إن البشير أعلن استجابته الفورية لمبادرة القذافي، ووجه الأجهزة المختصة بالعمل على استئناف العلاقات الديبلوماسية وفتح السفارة السودانية في نجامينا، كما أمر أجهزة الإعلام الرسمية بأن تعكس ما يجب أن تكون عليه العلاقات التاريخية بين البلدين. وأضاف أن البشير وافق على تشكيل اللجنة الثلاثية لمتابعة هذه المبادرة، وكي تهيئ للقاء قمة ثلاثية تحت رعاية طرابلس. ونقل عن البشير تأكيده أن"العلاقات بين السودان وتشاد يجب أن تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية"، مشيراً إلى الروابط بين شعبي البلدين. وأبدى"حرصه على تقوية العلاقات وإزالة التشوهات التي حدثت في علاقة الخرطوم ونجامينا، كما أعرب عن أمله فى أن يرى تجاوباً من تشاد في المرحلة المقبلة حتى يمكن إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه". في غضون ذلك، طلب زعيم"حزب الأمة القومي"الصادق المهدي من مبعوث الزعيم الليبي مساعدة بلاده على عقد مؤتمر أمني إقليمي لحسم الخلافات بين السودان وتشاد وصولاً إلى تطبيع علاقاتهما بصورة نهائية. وحذر المهدي الذي التقي التريكي في داره في أم درمان أمس، من تعقيد المشكلة مرة أخرى بين السودان وتشاد ما لم يتم حل أزمة دارفور في إطار قومي سوداني لا يستثني أحداً. ورأى أن أفضل صيغة للعلاقات بين البلدين هي عقد مؤتمر أمني إقليمي بين السودان وجيرانه لحسم الخلافات وصولاً إلى تطبيع كامل للعلاقات مع تشاد.