تبادل السودان وتشاد أمس سفيريهما، بوساطة ليبية، بعد ستة شهور من قطع العلاقات بينهما على خلفية هجوم شنّته"حركة العدل والمساواة"المتمردة في دارفور على أم درمان، اتهمت الخرطوم نجامينا بدعمه. ونقلت طائرة ليبية السفير التشادي إلى الخرطوم بحر الدين هارون، فيما غادر على متنها إلى نجامينا السفير السوداني عبدالله الشيخ الذي اعتبر الخطوة"تاريخية"، موضحاً أن العلاقات بين البلدين"ظلت متأرجحة منذ الستينات، لكن القطيعة الأخيرة كانت الأسوأ". وقال هارون إن بلاده يمكن أن تلعب دوراً إيجابيا في تسوية أزمة دارفور. وكان السودان وتشاد اتفقا على عودة سفير كل منهما لدى البلد الآخر في غضون أسبوعين في تشرين الأول أكتوبر الماضي، في ختام اجتماع ثلاثي عقد في طرابلس برعاية ليبية. وكان السودان قطع العلاقات الديبلوماسية مع تشاد في أيار مايو الماضي بعد هجوم شنته"حركة العدل والمساواة"على أم درمان، متهماً نجامينا بالوقوف وراء هذا الهجوم. ونقلت وكالة"فرانس برس"عن رئيس بوروندي السابق بيير بويويا الذي يزور الخرطوم على رأس بعثة للاتحاد الأفريقي للبحث في العلاقات التشادية - السودانية، أن البلدين"جادّان"في رغبتهما في إحراز تقدم،"لكنها مسألة بالغة الحساسية لأن الارتياب بين البلدين شديد للغاية". وأضاف أن"هناك كثيراً من الاجتماعات والاتفاقات، لكن من دون تنفيذ. فكل طرف يقول: إذا توقف الطرف الآخر عن مساندة المتمردين أتوقف... هذا يشكل حلقة مفرغة علينا الخروج منها". وأشار إلى أهمية تطبيع العلاقات بين الخرطوم ونجامينا على أمل أن يساعد ذلك في تحسين الوضع في دارفور. وقال:"إذا لم يتم حل هذه المشكلة الثنائية، فسيكون من المستحيل التوصل إلى حل في دارفور". وتؤكد تشاد أنها تعرضت ل28 هجوماً عليها مصدرها السودان، بينها الهجوم الذي وقع يومي 2 و3 شباط فبراير الماضي وحاصر فيه متمردون نجامينا وكانوا على وشك إطاحة الرئيس إدريس ديبي. وقرر البلدان في اجتماع استضافته أسمرا في منتصف أيلول سبتمبر الماضي تشكيل"قوة سلام وأمن مشتركة"لتأمين منطقة الحدود المشتركة التي يتاخمها إقليم دارفور، يساهم فيها كل بلد بألف رجل. من جهة أخرى، أكد مسؤول كبير في"الحركة الشعبية لتحرير السودان"التي تحكم جنوب البلاد أن الاتجاه الغالب في الإقليم يميل نحو الانفصال. وقال الأمين العام للحركة باقان أموم في مقابلة بثها التلفزيون السوداني إن"اتجاهاً عاماً، وغالبية بدأت تتشكل"في جنوب السودان تدعو إلى انفصال الإقليم عن شمال البلاد عبر استفتاء مواطني الاقليم على تقرير مصيرهم في العام 2011. وذكر أن من أسباب اتجاه الجنوب نحو الانفصال تمسك"حزب المؤتمر الوطني"الحاكم بزعامة الرئيس عمر البشير ب"المشروع الحضاري"الذي يستند إلى الشريعة الإسلامية، بينما تطرح حركته"مشروع السودان الجديد"الذى يدعو إلى سودان علماني ديموقراطي. وأوضح أن الحزب الحاكم لم يتنازل عن مشروعه على رغم توقيع اتفاق السلام في جنوب البلاد في بداية العام 2005. وأكد أن"لا وحدة بلا مصالحة وطنية عبر تنازل الطرفين إلى مشروع وسط بينهما". ورأى أن الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة العام المقبل ستكون ناقصة في حال لم تحل أزمة دارفور. وأوضح أنه"لا توجد جهة لها سلطة تغيير موعد الانتخابات إلا مفوضية الانتخابات التي يتم التشاور لتشكيلها خلال الأسابيع المقبلة". نشر في العدد: 16656 ت.م: 10-11-2008 ص: 13 ط: الرياض