بدأت مساء أمس في طرابلس اعمال القمة الافريقية المصغرة بين قادة خمس دول افريقية في محاولة للتوسط بين السودان وتشاد اللذين شهدت العلاقات بينهما توتراً شديداً في الاشهر الاخيرة. ودعا الزعيم الليبي معمر القذافي في كلمة افتتاحية الى نزع السلاح و"الحوار السلمي والهادىء"، قائلاً"يجب ان يكون الحل افريقياً وبطرق سلمية كي لا نفتح الباب امام الطامعين". ويشارك في القمة الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس تشاد ادريس ديبي ورئيس جمهورية افريقيا الوسطى فرانسوا بوزيزيه ورئيس الكونغو دوني ساسو نغيسو ورئيس بوركينا فاسو بليز كومباوري، إضافة إلى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي الفا عمر كوناري. واجتمع القذافي ونغيسو وديبي وبوزيزي على هامش مأدبة عشاء اقامها الزعيم الليبي أول من أمس. وذكرت وكالة الانباء الليبية الرسمية أنهم بحثوا في"الوسائل الكفيلة برأب الصدع في العلاقات بين تشاد والسودان لاعادتها الى مجراها الطبيعي صونا للسلام والاستقرار في المنطقة وفي عموم القارة الافريقية". وكان اجتماعان تحضيريان للقمة عقدا الاثنين والثلثاء بين وزراء خارجية الدول المشاركة، لكنهما احيطا بتكتم. واكتفى وزير التعاون الاقليمي في بوركينا فاسو يوسف اويدراوغو بالقول:"وضعنا خطة لاحتواء الازمة"بين تشاد والسودان لكنها"لا تزال سرية". وأشارت مصادر مطلعة على مجريات الاجتماعين إلى أن بين"اجراءات التهدئة"التي يتم بحثها وقف اي جدل بين البلدين في وسائل الاعلام. وتشهد العلاقات بين تشاد والسودان توترا كبيرا منذ كانون الاول ديسمبر الماضي، حين أعلنت نجامينا انها"في حال حرب"مع السودان، بعد ايام من مهاجمة متمردين تشاديين قرية ادريه التشادية عند الحدود السودانية، واتهمت تشادالخرطوم بأنها وراء الهجوم. وعشية القمة، اتهمت الحكومة التشادية نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه بزيارة غرب السودان لدعم المعارضين التشاديين. وقال الناطق باسم الحكومة التشادية حورمجي موسى دومغر في بيان:"تفيد معلومات اكدتها مصادر عدة جديرة بالثقة ان نائب الرئيس السوداني علي عثمان طه قام بزيارة لغرب السودان وبالتالي شرق تشاد لاجراء محادثات مع زعماء المعارضة التشادية وبالتحديد في الجنينية"في دارفور. ووضعت تشاد"شروطا مسبقة"لاعادة الاتصالات المباشرة مع السودان بينها"وقف توغل الميليشيات السودانية في الاراضي التشادية"و"نزع اسلحة المسلحين التشاديين في الاراضي السودانية". واكدت ان تشاد"لا تزال مستعدة لايجاد حل سلمي"لنزاعها مع السودان. واستبعد الرئيس السوداني من رئاسة الاتحاد الافريقي خلال قمته في الخرطوم، اثر اعتراض منظمات انسانية بسبب ترشحه لهذا المنصب. واعطيت الرئاسة للرئيس دوني ساسو نغيسو خلال العام 2006 وللسودان خلال العام 2007.