سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحكومة العراقية تستعد لتسجيله ضمن وثائق مجلس الامن ومجلس الرئاسة يصادق عليه اليوم . المالكي يبحث مع مسؤولين اميركيين آليات تنفيذ الاتفاق الأمني والسيستاني يخشى من تحول عدم التوافق الى "عدم استقرار"
بعد يومين من اقرار البرلمان العراقي الاتفاق الامني مع واشنطن، وقبل أن يجتمع مجلس الرئاسة اليوم، للمصادقة على قرار البرلمان، بدأت الحكومة امس بالتحرك لتطبيق بنود الاتفاق وتشكيل اللجان المشتركة مع الجانب الاميركي، في وقت سترسل بغداد نص الاتفاق الى مجلس الامن لتسجيله في الاممالمتحدة. واعرب المرجع علي السيستاني عن خشيته من ان يؤدي اقرار الاتفاق من دون توافق وطني الى"عدم استقرار". وبحث رئيس الوزراء نوري المالكي امس مع السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر وقائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ريموند أوديرنو الخطوات الاولى للبدء بتفعيل"اتفاق سحب القوات الاميركية من العراق"بعد اقراره على ان يدخل حيز التنفيذ بعد مصادقة مجلس الرئاسة عليه. وافاد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء امس إن"المالكي استقبل كروكر وأوديرنو للبحث في الخطوات الاولى للبدء بتفعيل اتفاق سحب القوات الاجنبية من العراق الذي سيأخذ صفته القانونية بعد مصادقة مجلس الرئاسة عليه، كما تم البحث في آليات إخراج العراق من الفصل السابع وقضية المعتقلين والمواقع التي يشغلها الجانب الاميركي والمنطقة الخضراء والمجال الجوي والطيف الترددي". وقال المستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي ل"الحياة"ان الحكومة، وبالتنسيق مع الجانب الاميركي، ستبدأ خلال ايام بتشكيل اللجان المختصة بتطبيق الاتفاق". واوضح ان اللجان ستكون على مستويات عدة وتأخذ طابعاً ادارياً وعسكرياً بالاضافة الى لجان مشتركة على ان يتم تشكيل لجان اخرى وفقا للحاجة التي يتطلبها تنفيذ بنود الاتفاق". واضاف:"هناك لجنتان الاولى وزارية والثانية تنفيذية سيتم تشكيلها وتوكل اليهما مهمة تنفيذ الاتفاق فيما ستشكل لجنة اخرى ذات طابع سياسي واقتصادي لتنفيذ الاتفاق الاطاري". ولفت الى ان"اللجنة الوزارية ستكون مهمتها الاشراف ومتابعة بنود الاتفاق الامني بالاضافة الى تسجيل الخروقات التي قد تحدث في الاتفاق فيما ستقوم اللجنة التنفيذية التي ستأخذ طابعاً عسكرياً بالاشراف على انسحاب القوات الاميركية من البلاد من جهة وتشكيل غرفة عمليات تنسيقية مع القوات الاميركية لتحديد المهمات العسكرية لتلك القوات". وبحسب الاتفاق الامني فإن جميع العمليات التي يقوم بها الجيش الاميركي طيلة فترة تواجده تجرى بموافقة الحكومة مسبقا ومشاركة القوات الامنية العراقية ويتم التنسيق في شأن ذلك من خلال لجان تشكل لهذا الغرض. وعلمت"الحياة"ان"مستشار الامن القومي موفق الربيعي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي ابرز المرشحين لرئاسة اللجنة الوزارية، فيما رشح قائد عمليات خطة فرض القانون الفريق عبود قنبر واللواء فاضل الاعرجي الامين العام لقيادة القوات المسلحة لرئاسة اللجنة التنفيذية المشتركة للاشراف على تطبيق الاتفاق". الى ذلك ابلغ رئيس ديوان الرئاسة نصير العاني"الحياة"ان مجلس الرئاسة سيتسلم اليوم الاحد نص الاتفاق الامني للمصادقة على اقرار البرلمان عليه مرجحاً ان يصادق عليه في اجتماع اليوم عازيا ذلك للتوافق والاجماع الذي يحظى به داخل اعضاء مجلس الرئاسة الذي يضم الرئيس جلال طالباني ونائبيه طارق الهاشمي وعادل عبدالمهدي. واضاف:"عند مصادقة مجلس الرئاسة على الاتفاق يُعد نافذاً وفي حال نقضه يُعاد الى مجلس النواب"وفي حال مرور عشرة ايام من تسلم المجلس للاتفاق ولم يتم اتخاذ القرار بصدده فيعتبر نافذاً ايضا ويدخل حيز التنفيذ". وقال وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي ل"الحياة"ان"الاتفاق سيُرسل الى مجلس الامن الشهر المقبل حاله حال الاتفاقات الدولية". واشار الى ان هذه الخطوة ستبعث رسالة ايجابية الى المنظمة الدولية حول بنود الاتفاق التي اخذت طابعا علنيا وستعمل على اخراج البلاد من البند السابع من ميثاق الاممالمتحدة الخاص بالدول التي تهدد المجتمع الدولي". من جهة ثانية اعرب المرجع الشيعي علي السيستاني عن خشيته من ان يؤدي اقرار الاتفاق من دون توافق وطني الى"عدم استقرار"الوضع واكد انه يدعم الاستفتاء عليها، حسبما ذكر مصدر مقرب منه. وقال المصدر"ان السيستاني عبر عن قلقه من امور عدة اولها عدم حصول التوافق الوطني ما يتسبب في عدم استقرار اوضاع البلاد، وعدم تكامل الاتفاق ووضوحه في بعض المسائل كمسألة القضاء ومسألة دخول القوات الاميركية وخروجها". واضاف ان المرجعية"تترك حكم القبول او عدمه على الاتفاق للشعب من خلال الاستفتاء الذي سيجري بعد شهور". وكانت كتل سياسية اهمها الحزب الاسلامي العراقي طالبت بإجراء استفتاء شعبي واصلاح سياسي مقابل الموافقة على تمرير الاتفاق ولا يزال التيار الصدري، الذي يمثله ثلاثون نائباً في البرلمان المكون من 275 يرفض عقد اي اتفاق مع الولاياتالمتحدة ويعتبرها شرعنة للاحتلال. نشر في العدد: 16676 ت.م: 30-11-2008 ص: 11 ط: الرياض