علمت "الحياة" ان المفاوضات الجارية بين العراق والولايات المتحدة لتوقيع الاتفاق الأمني الاستراتيجي بين البلدين، تحولت الى مفاوضات لتوقيع"مذكرة تفاهم"أمنية تتناول التشريعات الضرورية في المرحلة الحالية. ويتوقع أن يعلن اجتماع مهم للمجلس السياسي للأمن الوطني، في غضون اليومين المقبلين، النقاط الحمر التي لا يمكن تجاوزها في أي صيغة للاتفاق مع واشنطن. في هذه الأثناء ما زالت قضية مطالبة الحكومة العراقية بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية تحظى باهتمام الأوساط السياسية والدينية، واستمرت سلسلة اللقاءات بين القادة العراقيين مع المسؤولين الاميركيين. والتقى امس نائب رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي السفير الاميركي في بغداد رايان كروكر. وقال القيادي في"المجلس الاعلى"الشيخ جلال الدين الصغير، عضو المجلس السياسي للأمن الوطني ل"الحياة"ان"المفاوضات الجارية حالياً بين الوفدين العراقي والاميركي تجري تحت عنوان التوصل الى مذكرة تفاهم بدلاً من الاتفاق الأمني إذ كشفت الأشهر الماضية استحالة التقارب بين مواقف الطرفين". وكشف الصغير ان"مذكرة التفاهم التي يجري التفاوض حولها الآن ايجابية جداً، تضمن تحقيق المصالح العراقية". وقال إن"أساس التفاوض ورقة عمل عراقية تضمنت المطالب الأساسية، بما فيها تحديد جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من البلاد، وفق معطيات ثابتة في مقدمها مدى تقدم القوات الأمنية العراقية". وأوضح ان"مذكرة التفاهم تحتوي على بنود أقل بروتوكولية وتتناول القضايا الأساسية والضرورية المتضمنة أهم المطالب العراقية، وتحديد جدول زمني لخروج القوات الاجنبية، فيما تم تأجيل الحديث عن المجالات الأخرى غير المهمة في الوقت الحاضر والتي ادت خلال الشهور الماضية الى سجالات". وكان رئيس الوزراء نوري المالكي طالب، الاثنين الماضي، بتحديد جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية، مشيراً الى ان"التوجه الحالي هو التوصل الى مذكرة تفاهم، إما لجلاء القوات او مذكرة تفاهم لجدولة انسحابها". وكرر مستشار الأمن الوطني موفق الربيعي ما قاله المالكي، وصرح بعد لقائه المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني في النجف 160 كلم جنوببغداد الثلثاء بأنه"لا يمكن ان نقبل بأي مذكرة تفاهم اذا لم تتحدث عن تواريخ ثابتة لآفاق زمنية واضحة لجلاء القوات الاجنبية من العراق بشكل كامل". من جهته قال القيادي في حزب"الدعوة"علي الاديب ل"الحياة"ان"الجانب الاميركي بدأ يتفهم المطالب العراقية، والكلام الدائر الآن هو كيفية الاتفاق على تحديد جدولة تدرجية لانسحاب القوات الاجنبية من العراق"، مشددا على ان"المطالب التي طرحها المفاوض العراقي كانت نتيجة منطقية لمطالب شعبية وسياسية". واضاف"ان فحوى المفاوضات تتركز حول طريقة تحرك القوات الاميركية بعد الانتهاء من الاتفاق والذي سيكون تحت اشراف الحكومة العراقية بالاضافة الى ضرورة تحديد جدول زمني على ضوء استعداد قوات الجيش والشرطة العراقية". يشار الى ان خمسة ألوية اميركية مقاتله انسحبت حتى الآن من العراق، حوالي 30 ألف جندي من أصل 165 ألفاً وكان الناطق باسم القوات الاميركية في العراق قال ل"الحياة"في وقت سابق إن قرار سحب المزيد من الجنود سيتم في ضوء تقويم شامل للأوضاع على الارض. ويتوقع ان يعقد المجلس السياسي للأمن الوطني الذي يضم الرئاسات الثلاث الجمهورية والوزراء والبرلمان بالاضافة الى قادة الكتل السياسية في غضون اليومين المقبلين اجتماعاً مهماً، وفي مقدم جدول أعماله التطورات التي رافقت المفاوضات مع واشنطن. وأبلغ القيادي في"التحالف الكردستاني"محمود عثمان"الحياة"ان"الاجتماع سيخرج ببيان بالغ الأهمية يتضمن الخطوط الحمر وتحديد نقاط الضرر في الاتفاق بشكل عام"، مضيفا ان"اعضاء البرلمان لم يناقشوا الاتفاق لأن مسودة القانون لم تقدم إليهم أصلاً. معتبراً أن ذلك"خلق معضلة أثرت في مسار المفاوضات لأن معظم أعضاء البرلمان لا علم لهم بما يجري في المفاوضات".