يبدأ العراقوالولاياتالمتحدة مفاوضات شاملة اواخر الشهر الجاري بشأن مستقبل العلاقات بين البلدين بغية التوصل الى صيغة ل"اتفاقية التعاون والصداقة"طويلة الامد بين بغدادوواشنطن، وسط تكهنات تثيرها بعض القوى السياسية حول فحوى الاتفاقية والخشية من اقامة قواعد عسكرية دائمة في البلاد، الأمر الذي نفاه المستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي لافتاً الى ان"الحكومة اشترطت على الاميركيين عدم استخدام الاراضي العراقية منطلقاً لشن هجمات ضد دول الجوار". ونقلت وكالة"فرانس برس"عن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ ان"المجلس السياسي للامن القومي اجتمع مساء الاحد برئاسة الرئيس جلال طالباني، بحضور رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس النواب محمود المشهداني ونائبي الرئيس وممثلي الكتل السياسية، وناقش آليات اتفاقية علاقة التعاون والصداقة طويلة الامد بين العراقوالولاياتالمتحدة"، فيما أوضح المستشار السياسي لرئيس الوزراء صادق الركابي ان المجتمعين"اطلعوا على رأي مجموعة من القانونيين والمشرعين في كيفية صياغة الاتفاق البعيد الامد"، مشيراً الى ان"فريق عمل عراقياً وآخر اميركياً يعملان على تفاصيل المفاوضات وموعدها"، مشدداً على ان"وثيقة النوايا ستكون المصدر الرئيسي للاتفاق". ورداً على سؤال عن المخاوف التي اثيرت عن عزم الولاياتالمتحدة بناء قواعد عسكرية دائمة داخل العراق قال الركابي ان"موضوع القواعد الدائمة غير مطروح من الجانب العراقي ولا من الجانب الاميركي الذي لم يبد أي نية في ذلك"لافتاً الى ان الحكومة اشترطت على الاميركيين عدم استخدام الاراضي العراقية منطلقاً لشن هجمات ضد دول الجوار. وذكر الدباغ في بيان ان المفاوضات بشأن اتفاقية التعاون والصداقة طويلة الامد بين بغدادوواشنطن ستبدأ خلال الاسبوع الثالث من الشهر الجاري. واضاف ان"الاتفاقية ستمكن العراق من تحقيق مصالح الشعب في مجالات اقتصادية وامنية وعسكرية اضافة الى المجالات السياسية والديبلوماسية والثقافية واقامة علاقات ودية مع الشعب الاميركي". واشار الدباغ من جهة أخرى، الى ان"المجلس المركزي ناقش الاوضاع الامنية في الموصل وخطط الحكومة لمواجهة المجموعات الارهابية والبدء بتنفيذ خطة امنية لتأمين محافظة نينوى من شرور الجماعات الارهابية". من جهته اشار وكيل وزارة الخارجية لبيد عباوي الى ان الوزارة بصدد تشكيل الوفد العراقي المفاوض مع الأميركيين، وقال ل"الحياة"ان"الوفد سيتكون من ممثلين عن وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني وسيكون برئاسة الخارجية العراقية"لافتاً الى ان"عمل الوفد سيكون معقداً"، واوضح ان"الوفد يتسلم صلاحياته مباشرة من اعضاء المجلس التنفيذي المتمثل بالرئيس جلال طالباني ونائبيه بالاضافة الى رئيس الحكومة"، مشيراً الى ان"الوفد يجب ان يطلع المجلس في كل جلسة عن المفاوضات مع الجانب الاميركي، وعلى ضوئها يتسلم التوجيهات بصدد القضايا التي يتم البحث فيها". ولفت الى ان"مادة المفاوضات الرئيسية ستكون وثيقة اعلان النوايا"التي وقعت بين بغدادوواشنطن الصيف الماضي. واعلن البيت الابيض في 26 تشرين الثاني نوفمبر العام الماضي عن توقيع الرئيس جورج بوش ورئيس الوزراء العراقي خطة غير ملزمة للعلاقات الاميركية - العراقية تمهيداً لاجراء محادثات رسمية هذا العام حول مسائل بينها وجود طويل الامد للقوات الاميركية في العراق، على ما اعلن البيت الابيض. وبعد ساعات من توقيع الخطة اعلن المالكي ان عام 2008 سيكون آخر عام للتفويض الممنوح من الاممالمتحدة للقوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في العراق، وسيستبدل هذا التفويض باتفاق جديد بين واشنطنوبغداد. وكان المالكي وبوش وقعا اواخر آب اغسطس الماضي وثيقة"اعلان النوايا"لتكون منطلقاً للتوصل الى اتفاقية طويلة الامد بين الجانبين بحلول تموز يوليو المقبل. وتضمن"اعلان النوايا"التعاون بين البلدين في ثلاثة مجالات: سياسي ويتضمن دعم الحكومة والحفاظ على الدستور وتحقيق المصالحة الوطنية، وامني ويركز على تقديم التزامات للحكومة العراقية بردع أي عدوان خارجي ومساعدتها في مكافحة الارهاب واعادة تأهيل وتدريب القوات العراقية، فيما تناول الجانب الاقتصادي تشجيع الاستثمارات داخل البلاد والعمل على الغاء ديون العراق. يذكر ان عدداً من القادة السياسيين والدينيين العراقيين انتقدوا الاتفاقية التي وقعها المالكي مع واشنطن التي تتضمن تفويضاً لتمديد بقاء القوات الاميركية لعام 2008، فيما تخشى قوى سياسية ان تتضمن أي اتفاقية مع واشنطن بنداً ينص على اقامة قواعد عسكرية دائمة في العراق.