واشنطن - «نشرة واشنطن» - تنتقل الولاياتالمتحدة ومنظمة الصحّة العالمية إلى مستوى أعلى من التعاون، عبر توحيد مواردهما لمساعدة دول أخرى في تقوية بنيتها التحتية للصحّة لمصلحة مواطنيها وبقية العالم. ووقّع الطرفان في 19 أيلول (سبتمبر) الماضي في نيويورك مذكرة تفاهم لمساعدة البلدان النامية على تحسين قدراتها في حقل الصحّة العامة، ولتحقيق امتثال أفضل لأنظمة الصحة العالمية. وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما التزامه بهذا المسعى في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، داعياً إلى توحيد الجهود لمنع واكتشاف ومكافحة كل نوع من أنواع الأخطار البيولوجية. والولاياتالمتحدة ومنظمة الصحّة العالمية لهما سجل طويل من التعاون والدعم المتبادل في العمل سوية، لاحتواء حالات تفشّي الأمراض المعدية، وتوسيع نطاق التغطية في شأن الأمصال وتخفيض معدلات وفيات الرضع والأطفال. وأفاد مسؤول في مكتب مساعد الوزير لشؤون الإعداد لأحوال الطوارئ الصحّية في وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأميركية، بأن هذا الاتفاق رفع التعاون إلى مستوى «نهج تعتمده الحكومة بكاملها». وقال القائم بأعمال نائب مدير قسم شؤون الإعداد لأحوال الطوارئ الصحّية في «الأمن الصحي العالمي» هوزيه فرنانديز: «يتعلق الأمر بأي حدث قد يكون له تأثير سلبي على الصحّة العامة عالمياً، وستشكل الانبعاثات الإشعاعية والتسرّبات الكيماوية وحالات تفشّي الأمراض المنقولة عبر الأغذية، ووباء الإنفلونزا أمثلة عن الأحداث التي لديها القدرة على الانتقال بسرعة عبر حدود الدول وإلحاق الأذى بالناس، بغض النظر عن جنسيتهم. واتخذت التنظيمات شكلاً موسعاً في السنوات الأخيرة بعد أن سبب التفشي المفاجئ لكل من مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) وإنفلونزا الطيور حالات ذعر رئيسة في نطاق الصحة العامة، وأثبتت كيف تستطيع أنظمة النقل وتوسع العولمة وضع المرض على مسار تقدم سريع. ووقعت 194 دولة على «أنظمة الصحة العالمية»، لكن فرنانديز أوضح إن العديد من الدول بحاجة إلى بعض المساعدة لرفع مستوى قدراتها على التعرّف وتشخيص الأمراض والرصد والمتابعة والاستجابة والمواجهة. وتعمل الولاياتالمتحدة منذ بعض الوقت على تدريب ومساعدة مهنيين في حقل الطب من دول العالم النامي. وتحتفظ «المراكز الأميركية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها» بشبكة من المراكز العالمية لاكتشاف الأمراض في جميع أرجاء العالم، التي تعمل مباشرة مع الدول و «منظمة الصحة العالمية»، لتعزيز القدرات على رصد الأمراض ومواجهتها. وكانت وحدة البحوث الطبّية التابعة لسلاح البحرية الأميركية في القاهرة استقدمت فرقاً من الاختصاصيين من الدول الأفريقية خلال حالة الهلع التي أحدثتها إنفلونزا الطيور لتدريبهم على كيفية اكتشاف ذلك المرض. وأكد «أن مختبرات وزارة الدفاع بمفردها وفّرت كمية هائلة من الدعم بصورة عامة إلى الدول والمؤسسات»، لكن مذكرة التفاهم الموقعة حديثاً تسعى للوصول إلى مستويات جديدة في «تحسين وتعزيز وحماية الأمن الصحي العالمي». ويأتي هذا المستوى الجديد من الالتزام بأنظمة الصحة العالمية في الوقت نفسه الذي تنفذ فيه حكومة أوباما مبادرة الصحة العالمية، التي تسعى جاهدة للاستثمار في أكثر برامج العناية الصحية فعالية. وأوضح فرنانديز أن مساعدة الدول على بناء المزيد من القدرات لتلبية المسؤوليات التي تفرضها أنظمة الصحة العالمية تتطابق مع مبادرة أوباما. وأضاف: «عندما نقوم بمثل هذه النشاطات في بناء القدرات، يجب أن تترافق مع ملكية البلد نفسه لهذه النشاطات، كما يجب أن تكون هذه القدرات مستدامة، وهذا يعني أنه يتوجب عليها معالجة الاحتياجات الصحية العامة يوماً بيوم». وتسعى منظمة الصحة العالمية إلى رفع مستوى قدرات جميع الدول في التقويم والإبلاغ والاستجابة لتهديدات الأمراض المعدية، وتعمل في سبيل تحقيق ذلك المستوى من الكفاءة بحلول العام 2012.