لتمويل العمليات التقنية للمنظمة "فاو" أعلنت الوكالة الأميركية للتنمية الدوليةعن دعمها لجهود منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة للتصدي للأوبئة وذلك بالسعي لتمويل عمليات تقنية دولية للمراقبة. وقالت الوكالة انها تدعم مساعي المنظمة لمراقبة مرض إنفلونزا الطيور الشديد العدوى والإمراض"HPAI" واحتياطاً لغيره من الأمراض المُعدية الناشئة، وفق إعلانٍ صدر عن "فاو" الاربعاء. ويبلغ مجموع التزام الوكالة الأميركية للتنمية الدولية 26.3 مليون دولار أميركي لتغطية الفترة من اكتوبر/تشرين الأوّل 2011 إلى سبتمبر/أيلول 2012. والمُعتزم رَصد هذه الُمخصَصات لتمويل العمليات التقنية للمنظمة "فاو" في تدعيم قُدرات المُراقبة والاستجابة السريعة ضد الفاشيات لدى بُلدان ومناطق الأولوية حيث لم يَنفَك هذا المرض الحيواني سارياً وتَنجُم عنه خسائر بشرية، فضلاً عن تأثيره السلبي على إنتاج الدواجن، وتقويض الأمن الغذائي للملايين من المُزارعين الفقراء. وتتضمّن بلدان الأولوية كُلاً من بنغلاديش، والصين، ومصر، والهند، وإندونيسيا، وفيتنام. وسيُخَصَّص التمويل الأميركي أيضاً لدعم أنشطة مُختبرات الصحة الحيوانية إلى جانب تعزيز عمليات المراقبة والرصد لُقدرات الردّ في مناطق "البُقَع الساخنة"... لكي يُتاح مواجهة تهديدات الأمراض الجديدة الناشئة بالإضافة إلى مرض إنفلونزا الطيور الشديد العَدوى والإمراض. شِراكةٌ فعّالة أكَّد الخبير خوان لوبروث، كبير مسؤولي الصحة الحيوانية، لدى المنظمة "فاو" أن "التمويل الجديد يؤشِّر باستمرار التعاون عن كَثب بين الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، والمنظمة كشراكةٍ ظلّت في طليعة المعركة الجارية للوقاية والسيطرة على إنفلونزا الطيور الشديدة العدوى والإمراض وغيرها من الأمراض والأوبئة الحيوانية العابرة للحدود". وأوضح أن هذه "الشراكة بدأت في عام 2005، منذ بداية طوارئ إنفلونزا الطيور الشديدة العدوى والإمراض، ومن ثَم استمرّت على مدى السنوات الخمس الماضية بفضل التزامات الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بتمويلاتٍ مقدارها 132.5 مليون دولار أميركي يفيد منها ما يتجاوز 90 بلداً حول العالم، تَضرَّر بصورةٍ أو أخرى أكثر من 60 منها في نهاية الأمر من جرَّاء هذا المرض". وساعد هذا الجهد المشترك على حَصر المرض الحيواني بين عددٍ محدود من البُلدان، حيثما توطَّن الفيروس في بعض النظم البيئية... فضلاً عن عدد من البلدان الإضافيّة في آسيا يواجِه حالات تفشٍّ مُتقطّعة. وقد تمكَّنت المنظمتان من تحقيق إنجازاتهما ماثلةً في مُساعدة الخَدَمات البيطرية الوطنية تطوير التأهُب وخِطط الطوارئ، وتحسين نُظُم المراقبة، واكتساب الموارد المختبرية وقُدرات تشخيص المرض، وتطوير قابليات الردّ والاستجابة، وتعزيز الأمن تدابير الحيوي على امتداد سِلسلة القيمة بأسرها، ودعم التعاون فيما بين القِطاعين العام والخاص. وفي الوقت ذاته أضحت القدرة المحسّنة للخدمات البيطرية بمثابة حَجز الزاوية في جميع أنحاء العالم للتأهُّب والوقاية من نشوء أو إعادة انتشار أمراضٍ مُعدية أخرى. أهمية التَعرُّف والرَدّ مُبكّراً يُشكِّل التَعرُّف والوقاية مُبكّراً في مواجهة الكائنات المُمرِضة الخطيرة السارية بين الحيوانات، عامِلاً حاسماً للحدّ من التهديدات المُمكِنة على الحياة البشرية، والقُطعان، ولضمان استمرارية موارد الدخل والغذاء بالنسبة للمُستهلكين في المناطق الحضرية والمجتمعات الريفية، إلى جانب التقليل من التأثيرات السلبية المحتملة على التجارة. ولهذا السبب تحديداً أطلقت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية هذا العام برنامجها لمواجهة "التهديدات الوبائية الناشئة" "EPT" كوسيلةٍ رادعة بقوُّة للأمراض الحيوانية، وضَمان الوقاية منها في حال انتشار فاشياتٍ مُستَجَدة. ويتألف برنامج "التهديدات الوبائية الناشئة" من مَساراتٍ أربع للعمل هي: التنبُؤ؛ التعرُّف؛ الوقاية؛ الاستجابة. وفي الوقت الراهن تتلقَّى المنظمة "فاو" تمويلاً لتعزيز مسار "التعرُّف" تحديداً، بهدف تطوير شبكاتٍ مختبرية وتدعيم القُدرات التشخيصية في المناطق الجغرافية "للبقع الساخنة" تَصدَّياً للأمراض الناشئة الممكنة. والمُعتزَم تنفيذ مُكوِّنات هذا المسار في شراكةٍ مع كِلا منظمة الصحة العالمية "WHO، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان "OIE". علاج المشكلة من الجذور وفي رأي الخبير خوان لوبروث، كبير مسؤولي الصحة الحيوانية، لدى المنظمة "فاو"، فإن "التحدّي الأكبر الماثل أمامنا الآن هو تهيئة إمكانيات الردّ والاستجابة إزاء الطوارئ على نحوٍ يُتيح أيضاً تَتَبُّع ومُواجهة فاشيات الأمراض المُعدية في المنشأ وعلى مستوى المُسبِّبِات الأساسية". وأوضح خبير المنظمة أن "التعرُّف على مُسبِّبِات نشوء المرض، وتقييم تأثيراته، والاستفادة من الدراية المتعمِّقة والتجارب الفعلية في حالة الأمراض السابقة سوف يقود إلى النهوض بمستويات التأهُّب والوقاية وسرعة الاستجابة لفاشيات الأوبئة المحتملة". وتُعَدُّ عمليات الوقاية من الأمراض الحيوانية والسيطرة عليها مكوِّناتٍ أساسية في جدول أعمالٍ دولي أوسع نطاقاً؛ كما تُساهم فعلياً في إنجاز أهداف الأمم المتّحدة الإنمائية للألفيّة "MDGs".