أفاد شهود بأن المتمردين الإسلاميين سيطروا أمس الجمعة على مدينة كسمايو في جنوبالصومال بعد ثلاثة أيام من المعارك الطاحنة ضد ميليشيات محلية أسفرت عن سقوط 70 قتيلاً وعشرات المصابين. وقال فرح عبدي، أحد سكان مرفأ كسمايو 500 كلم جنوب مقديشو إن"كل الميليشيات طردت من المدينة التي أصبحت تحت سيطرة الإسلاميين". وقال شاهد آخر يدعى آدم جيدي إن"غالبية الميليشيات المحلية طُردت إلى خارج المدينة. ما زلنا نسمع أصوات اطلاق النار في الشطر الغربي من المدينة، وفي الوقت الحاضر نرى أعداداً من الإسلاميين تدخل المدينة". وأوضح عبدي أن الإسلاميين"يدعون الناس إلى الهدوء". وقال محمد عبدي، وهو رجل أعمال في كسمايو، إن"المدينة أصبحت بالكامل تحت سيطرة الإسلاميين". وقال ناشطون مدافعون عن حقوق الانسان إن 55 شخصاً قتلوا خلال اليومين الماضيين في كسمايو، في حين قال شهود إن 15 آخرين قتلوا في اشتباكات متفرقة أمس الجمعة. وأفاد سكان بأن معظم المدينة يخضع حالياً لسيطرة جماعة"حركة الشباب المجاهدين"الذين قام عناصرها بعمليات تفتيش من منزل إلى منزل بحثاً عن مقاتلين موالين للحكومة. وتواجه الحكومة الصومالية الانتقالية وحلفاؤها الإثيوبيون تمرداً يتبنى نهج المسلحين في العراق تستخدم فيه هجمات المورتر وتفجير قنابل تزرع على جوانب الطرق والاغتيالات وذلك منذ مطلع العام الماضي. وقتل في العنف أكثر من 8000 مدني كما اضطر نحو مليون شخص إلى النزوح. ووقعت الحكومة اتفاق سلام مع بعض شخصيات المعارضة يوم الاثنين. لكن متمردي"حركة الشباب"ومتشددين آخرين في المعارضة رفضوا الاتفاق بالفعل. وقال علي باشي رئيس منظمة حقوق الانسان المحلية في كسمايو "فانول" إن ما لا يقل عن 100 شخص أصيبوا في المعارك. وأضاف"ندين هذه الابادة الجماعية ونحض الطرفين على وقف القتال من دون شروط". وقال عبدي أحمد سوجول مدير مستشفى كسمايو العام إن هناك طبيباً واحداً فقط وعدداً قليلاً من الممرضات. وتابع:"الأدوية بدأت تنفد وهناك المزيد من الناس المصابين في الطريق الى المستشفى". وقال احد الصيادلة في كسمايو ويدعى محمد عمر ل"فرانس برس":"قمنا بدفن 12 شخصاً صباح اليوم أمس الجمعة والعديد منهم كانوا مدنيين". وكانت كسمايو هادئة نسبياً في الشهور الأخيرة مقارنة مع العاصمة مقديشو التي شهدت أيضاً معارك عنيفة أول من أمس. ووقع بعض تلك المعارك قرب مقر اقامة الرئيس عبدالله يوسف الذي يزور إثيوبيا حالياً. وفي كوالالمبور رويترز، قال المكتب البحري الدولي أمس إن قراصنة استولوا على سفينة أخرى هي سفينة شحن المانية قبالة ساحل الصومال في مياه توصف بأنها من اخطر المناطق الملاحية في العالم. ويرتفع بذلك عدد السفن التي تعرضت للخطف في ممر بحري رئيسي يربط آسيا وأوروبا إلى مستوى قياسي بلغ أربع سفن في الساعات الثماني والاربعين الماضية مما يثير مخاوف من تفاقم أعمال القرصنة هناك. وقال نويل تشونغ رئيس مركز الابلاغ عن اعمال القرصنة التابع للمكتب البحري الدولي في كوالالمبور:"لا يوجد رادع وبالتالي فإنه بالنسبة إلى القراصنة والمجرمين وأمراء الحرب من السهل الحصول على اموال". وقال ل"رويترز":"لا أحد سيضبطك ولا توجد شرطة... يمكنك أن تجمع مبالغ كبيرة من المال". وأضاف:"انه أمر لا يصدق أن يخرج مزيد من هؤلاء الاشخاص ويخطفون السفن". ويوجد على متن السفن الي خطفت عدد اجمالي يبلغ 96 بحاراً بينهم تسعة على متن السفينة الالمانية. وقال تشونغ إن"سفينة تابعة للقوات البحرية للتحالف أُرسلت الى المنطقة". وتعمل قوات بحرية من الولاياتالمتحدة وفرنسا والمانيا وباكستان وبريطانيا وكندا في منطقة الخليج.