نفى مصدر مقرب من مكتب المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني الأنباء التي ترددت عن تدهور حالته الصحية، فيما تمسكت مرجعية النجف بموقفها الرافض لتحويل الحوزات التابعة لرجال دين الى مرجعيات جديدة تقيم صلاة الجمعة الرئيسية في الصحن الحسيني في كربلاء. وقال المصدر في اتصال مع"الحياة"ان"لا صحة للأنباء التي ترددت عن تدهور صحة المرجع ودخوله مرحلة الموت السريري". وأضاف ان السيستاني"عانى مشاكل صحية غير مقلقة وهو الآن بصحة جيدة، ويمارس مهماته الشرعية في مكتبه في النجف، ويستقبل الزوار من كل مكان. وكانت آخر زيارة معلنة للسيد السيستاني زيارة النائب اللبناني سعد الحريري، منذ اسابيع، ونشرت بعدها تقارير أكدت تدهور صحته ودخوله مرحلة الموت السريري وأن نجله يستقبل الزوار نيابة عنه. وعلى رغم وجود ثلاثة مراجع كبار آية الله السيد محمد سعيد الحكيم، وآية الله الشيخ بشير النجفي، وآية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض يمكن ان يقودوا مرجعية النجف في غياب السيستاني، الا ان مراقبين ومختصين في شؤون المرجعية أكدوا ان الدور الذي لعبه السيستاني في العراق لا يعوض وأن شخصية محددة لا تتقدم على الأخرى للبروز كمرجع أعلى خليفة للسيستاني. الى ذلك رفضت مرجعية النجف المتمثلة بالمراجع الأربعة الرئيسيين السماح بإقامة صلاة جمعة خاصة بالمرجعية الدينية في كربلاء في الصحن الحسيني الذي يشرف عليه ممثل السيستاني عبدالهادي الكربلائي. وقال الشيخ علي النجفي، نجل المرجع الديني الشيخ بشير النجفي ل"الحياة""لا يحق لأحد من المسؤولين ومن ديوان الوقف الشيعي التدخل بمكان وزمان المرجعية وشؤون عملها ومطالبتها بأمور خاصة". واضاف:"المرجعية الدينية لا تحدد بزمان ومكان وانما تقاس بالأعلمية وقدرة الشخص على ادارة شؤون المسلمين"، مشيراً الى أن"النجف، منذ رحيل الإمام الشيخ الطوسي اليها صارت نبراساً ومناراً لطلبة الحوزة العلمية وهي الجامعة لطلبة الحوزة العلمية قارعت شتى المحاولات من جهات عدة أهمها قم، لنقل الحوزة لكنها بقيت وصمدت وهذا الكلام الصادر غير دقيق ولا يعبر الا عن رأي قائله". وكان عضو لجنة الأوقاف في مجلس محافظة كربلاء دعا المرجعية الدينية في النجف إلى فسح المجال أمام المرجعية الدينية في كربلاء كي تأخذ دورها، عبر السماح لها بإقامة صلاة الجمعة داخل العتبة الحسينية وعدم اقتصارها على ممثلي مرجعية النجف حصرا. وقال عبدالحسن الفراتي في تصريحات:"نطالب بفسح المجال أمام المرجعية الدينية في كربلاء في أن تأخذ دورها الكامل بإقامة صلاة الجمعة في الصحن الحسيني وعدم سلب هويتها ودورها القيادي". وتابع أن"هناك جهات تسعى الى حصر أمر المرجعية بالنجف وهناك أدلة على ذلك ومنها صلاة الجمعة التي تقام في العتبة الحسينية بكربلاء وهي تابعة لمرجعية النجف". الى ذلك اكد مصدر في مكتب السيستاني ان"المرجع لا يرى ضرورة ان يكون لكل محافظة مرجع، بل المرجع الأعلى هو الذي يقود الأمور في كل مكان للشيعة من خلال وكلائه"، مشيراً في تصريح الى"الحياة"الى ان"هذا لا يعني الغاء المراجع في المدن الأخرى لكن النجف تبقى هي الرائدة وعاصمة المسلمين الشيعة وغالبية الناس من مقلدي المرجعية العليا في النجف". وفي كربلاء مرجعية دينية متمثلة بالسيد محمد تقي المدرسي وله حوزة يطلق عليها حوزة القائم، وهناك حوزة أخرى في كربلاء تابعة لمرجعية دينية يطلق عليها مرجعية الإمام الشيرازي، فيما يقود السيستاني مرجعية النجف ويطلق عليها المرجعية الدينية العليا.