أكدت مصادر عراقية رسمية ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد سيتوجه الى مدينتي النجف وكربلاء جنوببغداد لزيارة الأضرحة ولقاء المراجع الشيعة وفي مقدمهم آية الله علي السيستاني. وفي هذه المناسبة اتخذت قوات الامن في النجف 160 كلم جنوببغداد اجراءات واسعة استعدادا للزيارة. وانتشرت مفارز الامن من الصباح الباكر في عموم احياء المدينة ونصبت نقاط التفتيش في الاحياء السكنية والمناطق الخارجية فضلا عن تهيئة المدينة القديمة والحضرة العلوية. واعلن مصدر في دائرة الكهرباء أن التيار لن ينقطع، خلال الايام الثلاثة المقبلة عن مقرات المراجع ومقام الامام علي. واكد مصدر في مكتب السيستاني ل"الحياة" ان"لديه علماً بزيارة نجاد ومن المقرر ان يلتقيه المرجع الديني في مكتبه الاثنين العاشرة صباحا ولم يوضح المزيد من التفاصيل او المواضيع التي سيتم تداولها خلال الاجتماع". ويرى عدد من طلبة الحوزة ان زيارة الرئيس الايراني للمراجع في النجف ستعطيها دفعاًٍ قوياً، في ظل صراع مستتر حول الاحقية بمرجعية الشيعة بين قم والنجف. وقال الشيخ حسين الصفار، احد رجال الدين في الحوزة ان زيارة نجاد للمراجع"اعتراف ضمني بأن حوزة النجف هي المدرسة الرئيسية للشيعة وان علماءها قادة الشيعة الروحيون". وأكد الباحث الاسلامي عماد محي الدين ان"السيستاني على خلاف غير معلن مع الحكومة ومراجع الدين الايرانيين. وهو على رغم هويته الايرانية لكنه يتصرف ويعمل بمنطق اسلامي بحت خارج العواطف والمؤثرات القومية". وأشار الى ان"السيستاني، الى الآن لم يعترف بنظام ولاية الفقيه، وهو شكل الحكم الايراني ويرى في حوزة النجف الام والاصل وتبقى بعيدة عن الخوض في التفاصيل السياسية الا بالارشاد والنصح". وكان قائد الثورة الايرانية اية الله الخميني اقام فلسفته عام 1979 على نظرية"ولاية الفقيه"التي تذهب الى اعتبار رجل الدين قائما بأعمال"المهدي المنتظر"ويحق له قيادة البلاد الى حين ظهوره ليحدث تغييرا كبيرا في النظرية الشيعية التقليدية التي تتمسك بها النجف وتدعو الى ابعاد المرجعية الدينية عن الشؤون السياسية المباشرة. يذكر ان حوزة النجف يتزعمها أربعة مراجع رئيسين هم آية الله السيد علي السيستاني، وآية الله السيد محمد سعيد الحكيم، وآية الله الشيخ محمد اسحاق الفياض، وآية الله الشيخ بشير النجفي، وجميعهم لايعترفون بنظرية"ولاية الفقيه"ويرفضون تدريسها في مناهج الحوزة.