اتهمت موسكوواشنطن ب "التنسيق" مع تبليسي في الهجوم الجورجي على اوسيتيا الجنوبية، الذي اشعل الحرب القوقازية الاخيرة، وحذرت من"مهمات مشبوهة"لقطع بحرية لحلف شمال الاطلسي ناتو في البحر الاسود، ما رفع التوتر في المنطقة، وذلك في وقت أعلنت فيه مصادر في"ناتو"انه تلقى تبليغاً رسمياً من روسيا بوقف التعاون العسكري بينهما، رداً على قراره تجميد اتصالاته مع موسكو الى ان تسحب قواتها من جورجيا. ونقلت وكالة"نوفوستي"الروسية عن مسؤول في الاستخبارات الروسية قوله:"تلقينا معلومات تؤكد أن تبليسي نسقت مخططات العمليات العسكرية في أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا مع واشنطن". وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ان بلاده"لن تغلق الباب في وجه"الحلف، لكنه رمى الكرة في ملعب قادة دوله، اذ قال:"انهم لا يبقون الباب مفتوحاً امام روسيا وكل شيء يتوقف على الأولويات التي يختارها ناتو وليس علينا... إذا كانت هذه الأولويات تتحرك في اتجاه دعم نظام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي المفلس، وإذا كان الثمن الذي هم على استعداد لدفعه هو قطع العلاقات مع روسيا، فهذا ليس خيارنا". ورداً على مطالبة الغرب روسيا بالانسحاب من جورجيا، اشار لافروف الى ان 500 جندي روسي سيبقون في الاراضي الجورجية لضمان أمن أوسيتيا الجنوبية. وربط تجاوب بلاده مع طلب ابخازيا واوسيتيا الجنوبية اعتراف موسكو ب"استقلالهما"، بسلوك ساكاشفيلي. في المقابل، شن الرئيس الجورجي هجوماً حاداً على روسيا واتهمها بمحاولة"خداع الرأي العام العالمي"في ما يتعلق بانسحاب قواتها من بلاده. وقال ساكاشفيلي في حديث الى"قناة فرانس -24"الاخبارية ان"الروس يؤكدون انهم يحترمون الوعود التي قطعوها"للرئيس نيكولا ساركوزي في شأن الانسحاب من جورجيا،"لكنهم في الواقع ينسحبون من كبرى المناطق الآهلة مثل بلدة غوري لإعادة الانتشار في أماكن استراتيجية". في موازاة ذلك، حذرت موسكو من ان دخول قطع بحرية"اطلسية"إلى مياه البحر الأسود المتاخمة لحدود المنطقة الأمنية التي يعمل فيها الأسطول الروسي، سيؤدي إلى تصعيد التوتر في هذا البحر. ونقلت وكالة أنباء"نوفوستي"الروسية عن مصدر بارز في موسكو قوله إن"تركيا سمحت لقطع ناتو بما فيها السفن العسكرية الأميركية بالمرور في مضيقي البوسفور والدردنيل من أجل الدخول إلى موانئ جورجيا"، مشيراً إلى أن روسيا لم تحدد آليات"لمراقبة الشحنات التي ربما نقلتها هذه القطع إلى جورجيا، وما من ضمانات بعدم تصدير أسلحة أو مكونات أنظمة باتريوت المضادة للصواريخ إلى جورجيا". ولم يستبعد قيام سفن"الاطلسي"بعمليات استطلاع"لمصلحة الولاياتالمتحدة ونظام ساكاشفيلي، ما قد يؤدي في نهاية المطاف إلى تصعيد التوتر في البحر الأسود وعلى سواحل أبخازيا".