المعروف ان البانكرياس في الجسم يعمل كغدة صماء أي ليس لها قناة لطرح المفرزات المؤلفة من خلايا عنبية تدعى لانغرهانس التي تطرح هرمون الأنسولين الخافض للسكر إضافة الى هرمونات أخرى، وكغدة خارجية لها قناة تطرح من خلالها مفرزاتها التي تحتوي على عدد من الأنزيمات من بينها الليباز الذي نتكلم عنه الآن. والليباز انزيم يفكك الدهون المسماة بالغليسيريدات الثلاثية الى وحدات أصغر هي الأحماض الدسمة. والسبب الأكبر لارتفاع مستوى الليباز في الدم هو الأذيات التي تلحق بغدة البانكرياس، خصوصاً التهاب البانكرياس الحاد. فبعد بدء الأخير ب24 الى 48 ساعة يأخذ الليباز في الارتفاع في الدم ليصل الى القمة في خلال خمسة الى سبعة أيام. من هنا أهمية عيار هذا الأنزيم في تشخيص مرض التهاب البانكرياس الحاد، في المقابل فهو أقل قيمة في رصد التهاب البانكرياس المزمن أو سرطان البانكرياس. أما الأسباب الأخرى التي ترفع من الليباز في الدم فهي: - التهاب البانكرياس المزمن. - سرطان البانكرياس. - حصيات البانكرياس. - التهاب الغشاء البريتواني. - التهاب الاقنية الصفراوية. - الكحولية المزمنة. - مضاعفات التهاب البانكرياس الحاد. - الفشل الكلوي الحاد والمزمن. - بعض الأمراض البطنية. وتتراوح القيمة الطبيعية لأنزيم الليباز من صفر الى 110 وحدات في كل ليتر من الدم. وهناك أدوية ترفع من مستوى الليباز في الدم منها: بيتانيكول، الكودائين، الأندوميتاسين، الميبريدين، الميتاكوين، المورفين، في المقابل، فإن الأدوية التي تحتوي على شوارد الكالسيوم تخفض مستوى الليباز في الدم. أخيراً نورد بعض الملاحظات المتعلقة بالليباز: يجب على المريض الصوم من 10 الى 12 ساعة قبل إجراء الفحص. تعتمد القيمة الطبيعية لليباز على الطريقة المخبرية المتبعة في القياس. ان الليباز الهاضم للدهن لا يوجد فقط في عصارة البانكرياس بل يوجد في الأغذية التي نأكلها، ولكن معظم انزيمات الطعام ومن بينها الليباز تتدمر بسبب عملية الطهو وعمليات البسترة والتعليب واستعمال الميكروويف. وهناك بعض الدراسات التي كشفت عن وجود نقص مستوى الليباز عند البدناء ولفتت الى إمكان وجد علاقة بين نقص الليباز في الطعام ومرض السمنة، ولكن نتائج مثل هذه الدراسات لم تلق الاهتمام اللازم بها. ان عقار الكزينيكال الواسع الشهرة في معالجة السمنة يعمل على تثبيط عمل انزيم الليباز البانكرياسي. ونتيجة لهذا تبقى نسبة 30 في المئة من دهنيات الطعام من دون هضم، فتمر هذه عبر المعدة والامعاء لتخرج من البراز... تصوروا يدفع الناس ثمناً باهظاً لعقار من أجل ان لا يقوم الجسم بهضم ثلث الشحوم التي نستهلكها، مع العلم انه في الإمكان ان نقلل من نسبة الدهون في الأكل بالنسبة ذاتها التي يطيرها الدواء، ألا نحصل على نفس النتيجة؟ وبكلفة اقل بكثير من غنى عن الاختلاطات الكثيرة التي يسببها الدواء المعلن عنها وغير المعلنة؟!