أخيراً وجد مشتركو الخليوي في مصر أنفسهم وجهاً لوجه أمام تقنية الجيل الثالث للهاتف النقّال "3 جي" 3G، ولا مفر لهم سوى محاولة"التعرّف"إلى خدمات هذا الجيل. إذ يصعب اقتناء تلك الخدمات بالنسبة ل 35 مليون مشترك في الخليوي في البلاد. وتشير بعض الإحصاءات إلى أن 70 في المئة من الجمهور لا يستطيع ملاقاتها مالياً، فيما يقدر 20 في المئة على استخدامها جزئياً، ولا يقدر على شرائها كاملة سوى 10 في المئة. "حمى"الدخول الخفيضة المعلوم أن شركة"موبينيل"Mobinil ، التي يُقدّر جمهورها بنحو18 مليوناً، أجّلت إطلاق الحزمة الكاملة من خدمات الجيل الثالث على شبكتها غير مرة، على رغم أنها قدمت بعضاً منها منذ ما يقرب من سنة، قبل أن تعلن أنها ستطلق تلك الحزمة في أول أيلول سبتمبر المقبل. وفي تجربة"موبينيل"، تبيّن أيضاً أن خدمات الجيل الثالث تفتح مجالاً واسعاً لعبث بعض الأفراد، إضافة إلى مشكلة تكلفتها. وفي هذا السيّاق، أكّد بعض الخبراء الذين تحدثّت"الحياة" إليهم أن أسعار"3 جي"في مصر مقبولة، ورجحوا انخفاضها أكثر كلما زاد عدد المشتركين، وكذلك مع ابتكار تطبيقات وخدمات تتلاءم مع الذائقة المصرية والعربية. وفي سياق متصل، اعتبر مسؤولون في شركة"اتصالات"Itisalat التي بادرت لإطلاق"3 جي"منذ بدأ نشاطها في نيسان أبريل 2007، أن دخول شركتي"فودافون"Vodaphone و"موبينيل"عصر"3 جي"يمثلّ تحدياً كبيراً لهم، ما يعني أن سوق الخليوي يشهد منافسة شرسة بين الشركات الثلاث المذكورة، على خدمات الجيل الثالث، خصوصاً تلك التي ربما أمكن تقديمها بأسعار ونوعية تتناسبان مع مستوى الدخل والثقافة العامة في بلاد النيل. وتوقّع مسؤول بارز في"اتصالات"أن يصل جمهورها إلى نحو 5 ملايين في نهاية العام، غالبيتهم يستخدم بعض تقنيات الجيل الثالث، وبعضهم الآخر متردد حتى الآن، بسبب ضعف الدخول الذي يعتبر سبباً أساسياً في إحجام المصريين عن اقتناء هذه الخدمات. وأوضح أن الشركة تراهن على جاذبية الخدمات التي تقدمها شركته لكسر ذلك الإحجام. وفي المقلب الآخر من المشهد ذاته، يعرف المتابع لشؤون الاتصالات مصرياً أن الشركات دفعت أثماناً مرتفعة للحصول على تراخيص شبكات الجيل الثالث، ما يدفع الى الاعتقاد أنها تُدرج تلك الأكلاف ضمن أسعار خدمات"3 جي". وفي سياق متصل، أكّد حمدي الليثي، وهو من مسؤولي"فودافون"أن عدد مشتركي"3 جي" في الشركة وصل إلى نحو مليون مشترك منذ بدء تطبيق الشركة الجيل الثالث في النصف الثاني من العام الماضي. ولفت إلى أن المستخدم المصري يهتم بالخدمات أكثر من التكنولوجيا، مثل المعلومات وأفلام الرسوم المتحركة والفيديو كليب، وأشرطة المباريات الرياضية والإعلانات وغيرها. ولم ير الليثي أن خدمات"3 جي"مكلفة، مشيراً إلى أن"فودافون"تعطي مشتركيها 25 دقيقة مجانية في الشهر من مكالمات الفيديو! وبيّن أن سعر الدقيقة 50 قرشاً، ما يتيح للمستخدم أن يرى مثلاً أربع مباريات كرة قدم بأسعار رآها"معقولة"، مع العلم أنها تبلغ 180 جنيهاً مصرياً. وأكّد أن تقدّم التكنولوجيا يساهم في تسريع الخدمات وتخفيض أسعارها. وأشار الى عدم السماح بإدخال بعض التقنيات، وخصوصاً تقنية"النظام الشامل لتحديد المواقع" Global Positioning System، الذي يشتهر باسمه المختصر"جي بي أس"GPS. وتعتبر هذه التقنية من الدوافع الأساسية لانتشار شبكات الجيل الثالث، لأنها تقدر على إرشاد الناس في تحركاتهم، من خلال الاتصال بالأقمار الاصطناعية التي تراقب الأرض على مدار الساعة. وساهمت تقنية"جي بي أس"في انتشار شبكات"3 جي"وأجهزتها عالمياً، لكنها ممنوعة مصرياً وعربياً أيضاً. والمعلوم أن جمهور الخليوي في مصر يقدر بنحو 35 مليوناً، يتوقع أن يصبح 45 مليوناً في العام 2009. تفاوت فيپآراء الشركات وأوضح اسكندر شلبي من"موبينيل" أن الشركة ستبدأ تشغيل شبكة الجيل الثالث قبل بداية شهر رمضان، ما يجنبها الضغط الذي تتعرض له الشبكات صيفاً، مع ملاحظة أن تلك الشبكة تعتبر من الأحدث عالمياً، إذ بُنيت بالتعاون بين شركات"أوراسكوم تليكوم" Orascom Telecom و"فرانس تليكوم"France Telecom و"أورانج"Orange. وبيّن أن"موبينيل"عانت من تأخر الجهات الرسمية في تسلّم موجات بث الجيل الثالث من الدولة، علماً بأن الشركة لديها عدد كاف من المحطات المناسبة لتلك الشبكات، إضافة إلى 2500 محطة تتعامل مع شبكات"إيدج"EDGE التي تصلح كتمهيد لشبكات"3 جي". وأوضح أن جدوى شبكة الجيل الثالث تظهر على المدى الطويل من خلال التطبيقات المبتكرة، ولا يقتصر أمرها على المكالمات المرئية. وأشار إلى أن خليويات"3 جي"تتوافر مصرياً بنسبة تراوح بين 15 و 16 في المئة. وأوضح جيوفان خافير نائب رئيس"موبينيل"أن الهدف من إطلاق شبكة الجيل الثالث في مطلع الخريف يتمثّل أساساً في تحسين الصوت وتقديم خدمات نقل الأموال. وأشار إلى أن عدد مستخدمي الخليوي سيصل في نهاية العام الجاري إلى 60 في المئة من عدد السكان، متوقعاً أن تصل النسبة إلى 80 في المئة العام 2010. وأكّد أن"موبينيل"لا تضع قطاع"البزنس"ورجال الأعمال في مقدمة المستهدفين بخدمات"3 جي"لاسترجاع النفقات الباهظة، ولكنها تستهدف تحسين جودة الشبكة وأدائها، كي لا يشعر عملاؤها بأن هناك ما ينقصهم عن الشبكات الأخرى. واعتبر أن الجمهور هو الثروة الحقيقية التي ينبغي الحفاظ عليها، لأنه السبب المباشر في تحقيق أعلى عوائد للشركة في تاريخها العام الماضي، عندما قفز عدده من 6 ملايين إلى 18 مليوناً. وأرجع تزايد شكاوى المستخدمين أخيراً من ضعف الخدمة في بعض المناطق، إلى زيادة التحميل على محطاتها. ولفت إلى أن الشركة تستعد حالياً لإطلاق النسخة الجديدة من شبكتها بعد إعادة هيكلة بنيتها التحتية وإدخال أنظمة جديدة تعمل بتقنية"الشبكات الافتراضية الذكية"Intelligent Virtual Networks التي تستطيع التعامل مع الجيلين الثاني والثالث للخليوي. وأكد أن عدد مشتركي"موبينيل"بلغ 18 مليوناً مقارنة ب 14 مليوناً ل"فودافون"و3 ملايين ل"اتصالات". وكشف جيوفان أن شركته ستُدخل قريباً خدمات متطورة، مثل تحويل الأموال من طريق الخليوي، عقب انتهائها من التفاوض مع المصرف المركزي. وأشار إلى أن المنافسة في خدمات الجيل الثالث ساعدت على خفض الأسعار التي وصلت إلى 20 قرشاً للدقيقة حالياً، موضحاً أن الخدمات وليست التكنولوجيا تشكّل المجال للتنافس فعلياً بين شركات الاتصالات في مصر. وفي السياق ذاته، أوضح خالد الليثي نائب رئيس"موبينيل"للقطاع المالي أن خدمات الجيل الثالث ستنطلق عبر 700 محطة و11 سنترالاً يتسع كل منها لما يراوح بين مليون و1.3مليون مشترك، وباستثمار 200 مليون جنيه فيها. وأورد أن إجمالي عدد المحطات للجيلين الثاني والثالث لاتصالات الخليوي تجاوز 6500 محطة في مصر باستثمارات 3.5 بليون جنيه، منوّهاً بأنها تأتي في إطار استثمار 7.15 بليون في تطوير شبكات الشركة خلال السنوات الثلاث الماضية. وفي الجانب التقني، بيّن مصطفى حجازي من إدارة الهندسة والتكنولوجيا أن"موبينيل"حدّثت شبكتها أخيراً بالتعاون مع شركات"هيواوي"و"نوكيا سيمنز"بالنسبة الى الجيل الثالث و"لوسنت - ألكاتيل"و"موتورولا"بالنسبة الى الجيل الثاني. شركات الهاتف النقال "موبينيل" - عدد المشتركين : 18 مليوناً - أنشئت في آيار مايو 1998 بمساهمة من شركتي"فرانس تليكوم"و"أورانج"و"أوراسكوم تليكوم". - تعتبر المشغل الأول لشبكة الخليوي من الجيل الثاني التي تعرف باسم"النظام العالمي للهاتف النقّال" Global System for Mobile Phones، واختصاراً"جي أس أم" GSM في مصر، وهي الأوسع انتشاراً أيضاً. وركّبت 17 محطة إرسال واستقبال متطوّرة، ما يجعلها توفّر تغطية لنحو 97 في المئة من البلاد. - ترتبط الشركة باتفاقات دولية في شأن خدمة التجوال"رومينغ"Roaming مع 348 مشغلاً في 135 دولة، تشمل الولاياتالمتحدة وكندا وأميركا الجنوبية. وتقدم موبينيل خدمة التجوال بالتعاون أيضاً مع مشغلي اتصالات الخليوي عبر الأقمار الاصطناعية مثل شركة"الثريا"Thuraya. پ "فودافون" - عدد المشتركين : 14 مليوناً في عام 1998، أبدت مجموعة"فودافون"اهتمامها في الحصول على ترخيص أول لإنشاء شبكة"جي إس إم"في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. واختارت استثمار خبراتها في سوق الخليوي في مصر، إذ اعتبرتها أكثر الأسواق الواعدة للاتصالات الخليوية في المنطقة. - في العام نفسه، تقاطعت أهداف"فودافون"مع تحالف من المستثمرين الدوليين والمصريين، لتحصل الشركة على ترخيصها الثاني لشبكة"جي أس أم"، ومدّته خمس عشرة سنة، بحسب اتفاق أبرم في تشرين الثاني نوفمبر 1998 ب 1.75 بليون جنيه. - في عام 2007 نجحت الشركة في إدخال تكنولوجيا الجيل الثالث"3 جي"، ما مكّن مشتركيها من إجراء مكالمات مرئية والدخول على الإنترنت السريعة. پ "اتصالات" - عدد المشتركين : 3 ملايين تعتبر الشركة الأولى التي أدخلت شبكة تعمل بتكنولوجبا الجيل الثالث المتطور، الذي يُشار إليه تقنياً باسم"3.5 جي" 3.5G والذي يمكن المستخدمين من الاتصال بالإنترنت بسرعة فائقة. في شباط فبراير 2007 أعلنت الشركة عن تأجيل إطلاق شبكة الجيل الثالث، نظراً الى بعض الصعوبات الفنية، التي تغلبّت عليها في نهاية نيسان أبريل 2007، فقدّمت خدمات الجيل الثالث في البلاد للمرة الأولى.