توصلت الحكومة العراقية والقيادات الكردية التي قدمت الى بغداد للبحث في التوتر بين قوات "البيشمركة" والجيش العراقي في بلدة خانقين شرق ديالى، إلى اتفاق يقضي بانسحاب القوات الكردية ثم ضمها الى الجيش العراقي. جاء ذلك في حين طالبت كتلة"جبهة التوافق"السنية بحل مماثل في بعض مناطق الموصل التي تنتشر فيها"البيشمركة"شمال بغداد. وأعلنت مصادر كردية توصل حكومة المالكي وحكومة إقليم كردستان إلى اتفاق يقضي بسحب اللواء 34 التابع لقوات البيشمركة من منطقة خانقين وبقية مناطق محافظة ديالى. وقال ل"الحياة"عبد الخالق زنكنة النائب عن كتلة"التحالف الكردستاني"إن هذا الاتفاق يقضي بسحب اللواء 34 المتمركز في قضاء خانقين وناحية قره تبة التابعة لها، والذي يبلغ عديده حوالي أربعة آلاف مسلح، بعد مرور أكثر من سنة على وجودها هناك، وضمه إلى تشكيلات وزارة الدفاع العراقية بعد انتهاء عمليات"بشائر الخير". وأوضح أن وجود البيشمركة كان يهدف إلى حماية الغالبية الكردية هناك. وقال إن ممانعة الأكراد سحب قوات البيشمركة من مناطق ديالى، تعود إلى مخاوفهم من تعرض السكان الأكراد الى انتقام الجماعات المسلحة هناك، لكن الحكومة العراقية أكدت عند إبرام الاتفاق أن القوات البديلة للواء البيشمركة ستعمل على حماية السكان من دون التفريق بينهم. وأشار الى وجود ضباط أكراد ضمن قيادات القوات الجديدة التي ستحل محل القوات الكردية. من جهته، أكد جعفر مصطفى وزير البيشمركة في حكومة إقليم كردستان في تصريحات صحافية أن لواء البيشمركة سيغادر أراضي محافظة ديالى خلال الأيام العشرة المقبلة في حفل حكومي رسمي تقديراً للدور الكبير الذي أداه اللواء على مدى أكثر من سنة من انتشاره في مناطق محافظة ديالى. ولفت الى أن الحكومة العراقية قررت ضم أفراد اللواء 34 في محافظة ديالى إلى القوات النظامية. وأكد الناطق باسم وزارة الدفاع اللواء محمد العسكري أن لواء البيشمركة هذا سيدمج ضمن فرقة لوزارة الدفاع يكون مركزها كردستان العراق اعتباراً من 25 الشهر الجاري. وأوضح العسكري أن اللواء 34 من قوات البيشمركة سيغادر ديالى للانضمام الى الفرقة 15 الجبلية في اقليم كردستان العراق. ورحب النائب سليم عبدالله الناطق باسم"جبهة التوافق العراقية"في اتصال مع"الحياة"بالاتفاق القاضي بسحب البيشمركة من قضاء خانقين، واعتبره خطوة إيجابية ستسهم في تحقيق الاستقرار في محافظة ديالى التي عانت كثيراً بسبب"الإرهاب". وطالب بخطوة مماثلة في مناطق تسيطر عليها قوات البيشمركة في الموصل، وتطالب بضمها إلى إقليم كردستان. وتنتشر قوات البيشمركة الكردية في عشرات البلدات والقرى التابعة لمحافظات الموصل وصلاح الدين وديالى وكركوك بداعي حماية الاكراد القاطنين فيها وفق اتفاقات عقدت خلال السنوات الماضية مع مسؤولين عراقيين وأميركيين. وكانت قوات الجيش العراقي دخلت الأسبوع الماضي إلى ناحية قره تبة التابعة لقضاء خانقين ضمن محافظة ديالى، وانتشرت فيها في شكل مكثف وأمهلت قوات البيشمركة الموجودة فيها 24 ساعة للخروج منها، لكن الأخيرة رفضت المغادرة قبل التوصل إلى اتفاق يضمن سلامة الأكراد في المنطقة وحقوق اللواء الموجود هناك منذ أكثر من عام. وتتبع قوات البيشمركة إلى الحزبين الكرديين في إقليم كردستان وتأسست في منتصف القرن الماضي مع بدايات المطالب الكردية بالحكم الذاتي، وتحولت إلى حرس حدود للإقليم بعد عام 2003، وانخرط قسم منها في القوات النظامية.