أعلن وزير شؤون المقاتلين الكرد "البيشمركة" في حكومة إقليم كردستان العراق، جعفر مصطفى، عن التوصل إلى اتفاق مع الحكومة المركزية في بغداد على سحب لواء "البيشمركة" (34) المتمركز في بعض مناطق محافظة ديالى شرق العاصمة بغداد. وكانت توترات حدثت بين قوات للجيش العراقي و(البيشمركة) اثر رفض قوات البيشمركة (اللواء 34) الانسحاب من منطقة قرة تبه التابعة لمدينة خانقين مما أدى إلى تطويق تلك القوات حتى تعلن انسحابها . وأضاف جعفر أن "الحكومة العراقية و بسبب الدور الايجابي الكبير الذي قام به أفراد (اللواء 34) في محافظة ديالى وخسارته لأكثر من عشرين من أفراده كانوا قد قتلوا في هجمات للمسلحين، قررت ضم اللواء إلى تشكيلات وزارة الدفاع العراقية بعد انتهاء عملية بشائر الخير التي ينفذها الجيش العراقي في ديالى منذ أيام". يذكر أن كلمة "البيشمركة" و تعني "الفدائي" تطلق على وحدات عسكرية أسستها الأحزاب السياسية في إقليم كردستان العراق خلال فترة معارضتها المسلحة لنظام بغداد والتي تمتد إلى أواسط القرن الماضي. وكان نائب رئيس إقليم كردستان العراق كوسرت رسول علي قد وصل إلى بغداد لإجراء مباحثات مع الحكومة العراقية. والتقى رسول، الذي رأس وفدا يضم عددا من المسؤولين في حكومة إقليم كردستان العراق منهم وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان عثمان حاج محمود و وزير البيشمركة عمر عثمان و وزير الإقليم لشؤون البيشمركة شيخ جعفر شيخ مصطفى، رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مكتبه ببغداد. وتم خلال الاجتماع تبادل الآراء حول آخر المستجدات والتوترات في مناطق قرة تبة وجلولاء. وقال مصدر مطلع حضر الاجتماع ل "الرياض" أن "المجتمعين اتفقوا على عدة قرارات لإنهاء التوترات في المناطق المذكورة، و ضرورة تقدير نضال قوات البيشمركة، بالإضافة إلى التأكيد على وحدة العراق". وقال إن الجانبين اتفقوا، خلال الاجتماع المشترك، على "مشاركة (اللواء 34) في قوات بيشمركة كردستان بعمليات بشائر الخير في ديالى مع قوات الجيش العراقي، على أن يتم بعد انتهاء العمليات ضم اللواء إلى ملاك قوات الجيش العراقي وسينفذ حينها الأوامر الصادرة من رئيس الوزراء والقيادة العامة لقوات الجيش العراقي حصرا". وعلى الصعيد ذاته، جدد نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول "التزام إقليم كردستان بجميع بنود الدستور العراقي الدائم". وقال خلال لقائه السفير الأمريكي في العراق رايان كروكر و مساعد قائد القوات المتعددة الجنسيات في العراق الجنرال باربيرو إن "موقف الكرد في تقريب وجهات نظر الأطراف العراقية المختلفة وإنهم كانوا دائماً السباقين إلى دعم وإنجاح المصالحة الوطنية".