حذر تقرير حكومي مصري من أن الخط البري الإسرائيلي بين ميناءي أشدود وإيلات يمثل "تهديداً حقيقياً" لقناة السويس، مقللاً من شأن تأثير"قناة البحرين"التي يثار أمرها بين الحين والآخر على اعتبار أنها ستكون المنافس الأبرز لقناة السويس، الممر الأهم في المنطقة. واستعرض تقرير بعنوان"الاستغلال الأمثل لموقع مصر الجغرافي"أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، التحديات التي تواجه قناة السويس، ودحض بالأرقام المخاوف من تأثير مشروع"قناة البحرين"لربط البحر الميت بالبحر الأحمر في قناة السويس، معتبراً أن تنفيذ المشروع أمر"شبه مستحيل"، إلا أنه أقر بأن الخطوط البرية المتوقع إنشاؤها في منطقة الشرق الأوسط في إطار اتفاقات السلام بين إسرائيل ودول المنطقة، تمثل"تحدياً"أمام قناة السويس، مثل مشروع الخط البري الإسرائيلي عبر مد سكك حديد الذي يربط ميناء أشدود وحيفا على البحر الأبيض المتوسط وميناء إيلات على البحر الأحمر، والذي يعد"التهديد الحقيقي لقناة السويس"، مشيرا إلى أن المشروع يمكنه نقل الحاويات في زمن قدره من 6 إلى 12 ساعة. رغم ذلك، اعتبر التقرير الذي حصلت"الحياة"على نسخة منه، أن"اعتبارات سياسية"يمكن أن تحد من تأثير هذا المشروع المقترح لأن"بعض الشركات في الشرق الأوسط لا يستخدم هذا الطريق"الذي يمر داخل إسرائيل. أما عن"قناة البحرين"التي يُقترح أن تمتد عبر صحراء النقب من خليج العقبة ميناء إيلات إلى البحر المتوسط ميناء أشدود أو عسقلان في إسرائيل التي تمتلك التكنولوجيا اللازمة لذلك، فأشار التقرير إلى أن طول هذه القناة لا بد أن يزيد على 300 كيلومتر. كما ستضطر للمرور فوق أراضٍ يصل منسوبها إلى أكثر من 600 متر فوق منسوب البحر، ما يعني أنه لا بد أن يتم حفر القناة بعمق في بعض المواقع يصل إلى أكثر من 700 متر للوصول إلى ما دون سطح البحر كي يتم سريان المياه في هذه القناة. وأوضح أيضا أنه يصعب تنفيذ القناة باستخدام نظام الأهوسة، كما هي الحال في قناة بنما، لأن أصل فكرة قناة بنما يعتمد على وجود بحيرات تستمر مياهها من الجداول والأمطار الاستوائية الدائمة في المنطقة، أما"القناة المزعومة"فمن المفترض أن تمر في صحراء النقب، ومن ثم ستستمر مياهها من البحر المتوسط وخليج العقبة، خصوصاً في الأجزاء منخفضة المنسوب، سواء من ناحية خليج العقبة أو من ناحية البحر المتوسط، اما في الأجزاء الداخلية المرتفعة فسيتم رفع السفن إليها بواسطة عشرات الأهوسة أيضاً، ولكن ليست كأهوسة قناة بنما، إذ يعتمد نظام ملء وتفريغ أهوسة قناة بنما على التصريف الطبيعي للمياه نظراً الى توافر المياه في الأجزاء العليا من القناة. أما قناة البحرين، فإن تشغيل أهوستها سيتم بواسطة الضخ الآلي من أسفل الهويس إلى أعلاه لعدم وجود تصريف طبيعي و"في ذلك نفقات تشغيل باهظة جداً". وخلص التقرير إلى أن"وجود قناة تمتد عبر صحراء النقب عملية شبه مستحيلة اقتصادياً ومنطقياً وعملياً في حال وجود قناة منافسة بجوارها ألا وهي قناة السويس". وأوضح أن"حفر قناة تربط بين العقبة والبحر الميت من ناحية، ومثلها تمتد بين البحر الميت والمتوسط من ناحية أخرى، فإن القطاع التضاريسي يوضح استحالة استخدام هذه القناة في النقل". واضاف أن قناة السويس يمر بها حالياً نحو 10 في المئة من تجارة العالم المنقولة بحراً، متوقعاً أن تزيد إلى 20 في المئة عام 2030 من خلال تغير النظرة لتطوير القناة بحيث لا يقتصر الهدف من تطويرها على توسيع وتعميق القناة لاستقبال ناقلات النفط العملاقة، وإنما أيضاً إلى زيادة المسافات المزدوجة من القناة عن طريق إنشاء تفريعات جديدة بهدف اختصار وقت وطول عبور القناة.