في قرية بوكا دي أوراكيلا القريبة من الادغال على بعد نحو 70 كيلومترا غرب عاصمة بنما يعيش غالبية سكانها الفقراء على الزراعة كمورد رزق أساسي دون كهرباء أو شوارع معبدة أو تليفونات. ولكنها في النهاية موطنهم. وسكان القرية غاضبون مثلهم مثل سكان القرى الاخرى المنتشرة على الوديان ا لعليا لانهار ريو إنديو وكانو سوشيو وكوكل بسبب خطط بناء خزانات لامداد قناة بنما بالمياه استعدادا لتوسيعها.وبدأ سكان القرى الساخطون والمتأثرون بالخطة والخائفون من إجبارهم على التهجير من موطنهم تنظيم حركة احتجاجية. وقناة بنما البالغ طولها 80 كيلومترا هي ممر مياه عذبة يربط بين المحيطين الاطلسي والهادي وترتفع عن مستوى مياه البحر بنحو 26 مترا. والقناة مركز ثقل اقتصادي في البلاد وواحدة من المعجزات الهندسية في القرن العشرين. ويعبر القناة أكثر من 13 ألف سفينة سنويا من خلال ثلاثة أهوسة تعمل مثل ا لروافع وتستخدم ملايين الاطنان من المياه لرفع السفن من جانب إلى آخر في الممر المائي. وهذه السفن هي شريان الحياة لاقتصاد بنما. والاهوسة وهي العبقرية الهندسية للقناة لا تسمح بمرور الجيل الجديد من السفن العملاقة وتمثل عائقا أمام تحقيق مزيد من المكاسب. وتستبعد السفن العملاقة التي يتجاوز حجمها أقصى سعة تسمح بها أهوسة قناة وهي 5ر32 مترا عرضا و295 مترا طولا من المرور في القناة. ومازالت أعداد تلك السفن التي تجوب المحيطات في تزايد. ويكمن حل المشكلة في إقامة أهوسة أكبر وأحدث إلى جانب الاهوسة الموجودة حاليا. ولان كميات كبيرة من المياه تتدفق من الاهوسة إلى البحر عقب مرور كل سفينة توصي دراسات عديدة بإقامة ثلاثة خزانات مياه على الاقل للاحتفاظ بمياه إضافية. وتعد هيئة قناة بنما التي تدير القناة منذ نقل ملكيتها إلى الولاياتالمتحدة عام 1999 تقريرا حول القضية ستقدمه إلى حكومة بنما. ويتوقع أن يلقى تقرير التوصيات موافقة نهائية من سكان بنما الذين يريدون جميعا المشاركة في ملكية الممر المائي على الاقل ورقيا من خلال استفتاء. ويقول متحدث باسم المزارعين هو من سكان بوكا دي أوراكيلو "لسنا ضد تحديث القناة من حيث المبدأ". وتابع "لكن الخزانات الحالية ستكون كافية لعمل الاهوسة إذا صممت بحيث تسمح بعودة المياه المتدفقة مع مرور السفن بدلا من ضياعها في البحر". ومن المتوقع أن تؤدي الخزانات الجديدة إلى غمر التجمعات الزراعية حول القرى المتضررة وتدمير مناطق طبيعية هي موطن نباتات أدغال وحيوانات برية في بلد مشهور بتنوع الحياة البرية. وتقول مؤسسة كاريتاس وهي منظمة تدعم قضية المزارعين إنه إذا ما تم تنفيذ الخطة سيتعين إعادة توطين ما بين 60 ألف إلى 80 ألف شخص.