حضت وزارة الداخلية السعودية المواطنين على سرعة الإبلاغ عن التغيب المفاجئ لأي من أقربائهم أو ما قد يسبق ذلك من تحول في سلوكهم وتوجهاتهم، لتتمكن السلطات من تداركهم، ولتفادي استغلالهم من جهات معادية"في كل ما يسيء لدينهم ووطنهم ويعرض حياتهم للخطر". وأكّد مصدر مسؤول في الوزارة"أن المجتمع بفئاته كافة، أصبح على وعي بما يُخطط له أرباب الفكر الضال من استهداف الأجيال الشابة، ومحاولة استغلال عواطفهم الدينية ومن ثم تجنيدهم لتحقيق أهداف المشبوهة". وأوضح المصدر ل"وكالة الأنباء السعودية"أنه"ظهر جلياً من البلاغات التي ُتقدمها الأسر، خصوصاً الآباء والأمهات والزوجات على الرقم 990 طالبين المساعدة من الجهات المختصة لأبنائهم وذويهم، لكشف الشبهات التي يروج لها المبطلون على أيدي الأكفاء من العلماء وإما بالإبلاغ عن تغيبهم المفاجئ لتتولى الجهات الأمنية إعادتهم قبل أن يصلوا إلى مواقع الفتن والاضطرابات"، ومن ثم"التعاون مع أسرهم لتصحيح مسارهم مع بذل الجهود اللازمة لاستعادة من غرر به ووجد نفسه في مواقع الاضطرابات". وأشار المصدر إلى"أن الجهات الأمنية تعاملت في هذا الإطار مع وقائع عدة، منها: قيام أحد المواطنين من محافظة رابغ بالاتصال مبدياً الرغبة في تسليم نفسه للجهات الأمنية، ومفيداً بأن لديه شبهات تكفيرية تعرض لها بسبب تردده على مواقع الإنترنت، ما أوجد لديه قناعات ربما تؤدي به إلى ارتكاب أعمال خطرة، وشعر بأن إبلاغ الجهات المختصة عين الصواب، وكُلف مختصون شرعيون ونفسيون بمناصحته وتفنيد ما اعتراه من شبهات وكشف بطلانها، وفق برنامج خاص ينفذ بمشاركة أسرته". كما تقدم 3 مواطنين ببلاغات إلى الجهات المختصة، مفيدين"بسفر أبنائهم المفاجئ للمشاركة فيما يزعمون أنه جهاد، وتتبعت الجهات المختصة على الفور حركة سفرهم، والتنسيق مع الجهات المعنية في الدولة التي عبروا من خلالها، وتمّ ضبطهم في أحد المطارات وهم على وشك السفر إلى وجهتهم، وبصحبتهم شخص رابع يشاركهم التوجه ذاته". وسبق أن تقدم مواطن ببلاغ يفيد فيه بأنه"تلقى اتصالاً من شخص يقيم في الخارج يبلغه بأن ابنه المتغيب وعمره 16 عاماً موجود لديه، وهو في وضع سيء وأنه يحمل وثائق مزورة يحاول من خلالها العودة إلى الوطن، وبعد التنسيق مع الجهات الأمنية سمح له بالعودة، وسلمه إلى الجهات المختصة، وأفاد بأنه خرج من المملكة مستخدماً جواز سفر أخيه، بعدما تأثر بالأفكار المنحرفة واللقطات المرئية المتوافرة في شبكة الإنترنت. وعند وصوله لإحدى المناطق المضطربة طلب منه تنفيذ عملية انتحارية، لكنه تردد في ذلك، فتمّ التحفظ عليه من تلك الجماعات، ومرّ بتجربة صعبة إلى أن ساءت حاله النفسية والصحية، ليعود بعدها إلى السعودية وتمّ إخضاعه لبرنامج خاص بالتعاون مع أسرته".