كشفت مصادر فلسطينية ل "الحياة" أن عشرة من أبناء عائلة حلس فروا من قطاع غزة اخيراً ولجأوا الى قوات الاحتلال الاسرائيلي داخل "الخط الأخضر" الفاصل بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل، وباتوا محاصرين بينها وبين قوات الأمن التابعة للحكومة المقالة. وقالت المصادر إن قوات الاحتلال رفضت السماح لهم بالدخول الى أراضي ال48، أو حتى الوصول الى مواقعها المحاذية للحدود مع القطاع، وأبقتهم بين صفين من الأسلاك الشائكة والجدار الالكتروني الفاصل بين القطاع و"الخط الأخضر"من دون مأوى. وأضافت أن العشرة هم من تمكنوا من التواري عن الأنظار قبل أكثر من اسبوع بعد سيطرة قوات الأمن والشرطة التابعة للحكومة المقالة على حي الشجاعية شرق مدينة غزة حيث تقطن عائلة حلس الموالية لحركة"فتح"، وذلك في نهاية 15 ساعة من الاشتباكات المسلحة العنيفة مع من وصفتهم الحكومة بأنهم"مطلوبون"على خلفية تفجير الشاطئ في 25 من الشهر الماضي، والذي أودى بحياة طفلة وخمسة من"كتائب القسام"، الذراع العسكرية لحركة"حماس". وأضافت أن هؤلاء تمكنوا من الاختباء في البساتين طيلة الفترة الماضية، الى أن تسللوا الى الحدود من نقطة ما وسط القطاع، في مسعى الى الفرار الى مدينة رام الله في الضفة الغربية اسوة بنحو 200 من أقاربهم، من بينهم القيادي"الفتحاوي"البارز أحمد حلس، والذين لجأوا الى قوات الاحتلال أثناء الاشتباكات في الثاني من الشهر الجاري. واشارت الى أن الشبان العشرة أجروا اتصالات مع ذويهم ومسؤولين في بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة بحثاً عن المساعدة في حل مشكلتهم واقناع سلطات الاحتلال بالسماح لهم بالمغادرة الى رام الله، أو اقناع وزارة الداخلية في الحكومة المقالة بعدم ملاحقتهم، فضلاً عن تقديم مساعدات تموينية الى حين التوصل الى حل في شأن قضيتهم. ولا يُعرف بعد كيف تمكن هؤلاء الشبان من الوصول الى الحدود الفاصلة بين القطاع و"الخط الأخضر"، خصوصاً أن قوات الاحتلال أقامت منذ زمن منطقة أو شريطا أمنياً عازلاً على امتداد الشريط الحدودي الشرقي الفاصل الممتد من بلدة بيت حانون شمالاً وحتى مدينة رفح جنوباً بطول 45 كيلومتراً وبعمق 300 متر، وتقوم بإطلاق النار على كل فلسطيني يقترب من هذه المنطقة. وقال مصدر فلسطيني إن قوات الاحتلال أطلقت النار عليهم لدى اقترابهم من المنطقة، ما أدى الى إصابة أحدهم، لكن مصادر اخرى لم تؤكد ذلك. ورداً على أسئلة"الحياة"، اكتفى مسؤول الاعلام في بعثة الصليب الأحمر في القطاع إياد نصر بالقول:"نحن على اطلاع على موضوع هؤلاء الشباب، وهناك اتصالات دائمة مع الجانب الاسرائيلي ومؤسسات حقوقية"لإيجاد حل لمشكلتهم، رافضاً كشف مزيد من التفاصيل. ويرفض الشبان العودة الى القطاع خشية اعتقالهم من قبل الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في الحكومة المقالة التي اعتقلت المئات من المواطنين في أعقاب تفجير الشاطئ وأحداث الشجاعية، قبل أن تعلن خلال الأيام الاخيرة الافراج عن معظمهم.