أوديسيوس محظوظ من قام برحلة اوديسيوسْ محظوظ في المطلع حين الجسم سفينٌ فيه تمتد حبال الحب وتستشري، تنبض بالدمْ حبٌ صلب الإيقاع وطيد كالموسيقى وأبيد إذ يولد في مولدنا، لا نعرف أو أحد إن يفنى حين نموت ... أحياناً، محصوراً بالمنفى، أسمعه: غمغمة في البعد كعاصفة فوق البحر وفيها يرجع لي دوماً طيف أوديسيوس عيون يلهبها ملح الموج وينضجها الشوق لكي ترجع تبصر كلباً يهرم منتظراً عند الباب، دخان مواقد ذاك القصر بيسر، بهدوء يحكي مثل أبي، مثل ترانيم شيوخ البحارة يرفون شباك الصيد إذا يأتي المشتى، يرتفع الإعصار ... يمد يداً قساها شد حبال المركب جلد أيبسه الحر الثلج الريح كأن يرغب ان يطرد عنّا ما فوق الإنسان: الكيكلوب الأعور، جنيّات البحر يغنين نشيد النسيان، سْكْيلا، تشاربديسْ: مسوخٌ متكلفةٌ تمنعنا أن نتذكره: إنسان أيضاً، رجل في الكون يصارع بالجسم وبالروح يخبّر عن عمق اللوعة إذ أنت سفين لا ربان سوى الروح، شراع، لا نافخ غير الذكرى أو حين تكون لوحدك، تظلم مع الليل سليباً في أرض البيدر، قشرة قمح أو الوحشة إذ تفترق الصحبة تنجر تباعاً للأعماق، غرابة، إذ لا يكفيك حوار الأحياء، العزم يؤججه فيك حوار الموتى يحكي يحكي... دوما أبصره: كفان تجسان تكاوير الحورية في القيدوم تشيران الى بحر لا موج به في عمق المشتى ديغنيس والموت ملحمة شعبية تعود الى القرون الوسطى وتواصلت إعادة كتابتها حتى القرن السابع عشر. تدور حول أمير عربي يأسره الإغريق فيؤاخيهم ويتزوج منهم ويرزق البطل العجائبي. ديغنيس بالإغريقية معناها"ذو السلالتين"أو"العرقين". 1 ديغَينسُ والموت يصطرعان وترتجف الأرض، يصطرعان وينفجر الأفق رعداً وبرقاً ويصطرعان وتفغر هاوية الكون، يَصطرُ مدماكها وتميد صخور المقابرِ تسأل راعبةً كيف تأسرك، يا بطل الأرض نسرَ الحياة الشجاعْ ديغينسُ، لا سقف بيت يظلل لا كهف يؤوي وبالصخر، أعظمه، يتلاعب يقلعه من عميق الجذور ويمشي، يجوز التلال بمشيته يتخطى بيسر رؤوس الجبالِ هو من لا غزال البراري ولا الوحش يسبقُهُ من يقافز علواً ليخطف في الطيران الشواهين طير الأعالي / ويحسده الموت، من مكمن يتربص ثم يبادر، يطعنه في الفؤادْ 2 الثلثاء مولده... الثلثاء مولدهُ، الثلثاء سوف يموتْ ودعا الصحب، كل رفاق السلاح الى الملتقى: / دعا مافراليسَ وميناسَ، نادى تْرَمنتاخلوسَ مخيف الخليقةِ جاؤوا، رأوه طريحاً يئن بصوتٍ يهز الجبال يهز السهولْ "ديغينس ماذا دهاك، أأنت على وشك الموت؟" يسأله الكل مرتفقا /"أحبة صمتاً، سماعاً: جبالُ بني العرب، وديان سوريّةٍ، حيث يخشى الرجال التقدم مثنى يخافون فيها الكلام ثلاثاً، وحتى المئات تهاب العبورْ كلها جزتها راجلاً لا يصاحبني غير رمحي وسيفي في ليالٍ ولا نجمَ لا قمر مشرقا طوال عمري فوق البسيطة لم أخش قرناً ولكن أراه أمامي، حافياً يتقدم: عينان باهرتان وريش كما النسرِ يركض بالبز مؤتلقا يصيح: تعال ونازل على البيدر المرمريِّ وجائزة الانتصار استلاب الحياة / والى البيدر انطلقا: ديغينس يطعن: تجري الدماء تشقق في الأرض، يطعنه الموت، ينفجر الدم يحفرها خندقا - الترجمة عن الإنكليزية: فالح حسن عبدالرحمن * ولد جورج سفيريس 1900 - 1971 في أزمير قبل نكبة الإغريق فيها في الحرب التركية اليونانية بعيد الحرب العالمية الأولى، وكتب كثيراً عن حنينه الى موطنه الأول. نال جائزة نوبل للأدب في 3691. هامش: عملت الكثير من الاختزال والوصل في هذه القصيدة وهي في شكلها الحالي لا تزيد على ثلث القصيدة الأصلية. دوافعي في ذلك كانت جمالية وللقارئ الحكم في النهاية.