اتهمت وزارة الدفاع الروسية أمس، جورجيا بتدبير مخططات لاستعادة منطقة ابخازيا الانفصالية بالقوة،"ما قد يؤدي الى نشوب حرب". وقال ناطق باسم الوزارة:"المخططات التي تحيكها تبيليسي لا يمكن الا ان تشكل خطوة جديدة في اتجاه تصعيد التوتر في المنطقة وتحويل النزاع الى حرب جديدة". وتتهم تبيليسي موسكو بمحاولة ضم إقليمي أبخازيا وأوسيتيا الغربية، في حين يلعب تطلع جورجيا الى الانضمام الى الحلف الأطلسي دوراً غير مباشر في الأزمة، لأنه يغضب الروس. جاء ذلك بعد ساعات من إعلان زعيم الانفصاليين الابخاز سيرغي باغبش ان وزارة الدفاع الجورجية خططت لعملية عسكرية واسعة لاحتلال ابخازيا في نيسان ابريل او ايار مايو الماضيين، معتبراً أن طائرات الاستطلاع الجورجية التي أُسقطت فوق الإقليم تندرج في هذا الإطار. وأضاف:"خططت جورجيا لمحاصرة مواقع حفظ السلام الروسية في منطقة النزاع بين أبخازيا وجورجيا، تمهيداً لشن هجوميين بريين متزامنين على أبخازيا انطلاقاً من منطقتي كودوري غورغ وزوغديدي، وكذلك تنفيذ اجتياح بحري على أوتشامتشيرا والعاصمة سوخومي وغارغا". ولفت الى أن تبيليسي حشدت لهذه الغاية الفي جندي في كودوري غورغ، ورفعت عدد قواتها الفاصلة إلى 12 ألفاً منذ منتصف نيسان الماضي. وأطاحت أبخازيا، التي كانت منتجعاً يطل على البحر الاسود في الحقبة السوفياتية ،حكم تبيليسي في حرب انفصالية اندلعت في التسعينات من القرن العشرين، لكن أي دولة لا تعترف بها. على صعيد آخر، قتل جندي روسي وجرح آخرون في هجوم استهدف قافلتهم لدى عبورها قرية اشالوكي في جمهورية انغوتشيا المجاورة للشيشان جنوبروسيا أمس. وتستهدف اعتداءات غالباً عسكريين وشرطيين في هذه الجمهورية الروسية، حيث تكثر المواجهات بين قوات الأمن والمتمردين الموالين للشيشان. تزامن ذلك مع بدء مناورات روسية ضخمة في المناطق الجنوبية التي تضم جمهوريات القوقاز الشمالية المضطربة. وتشارك في المناورات التي أطلق عليها اسم"جبهة القوقاز 2008"وتجري على أراضي الشيشان وأوسيتيا الشمالية وأنغوستيا وكاباردينو - بالكاريا وكاراشاييفو - سيركاسيا، وحدات من جيش مقاطعة القوقاز الشمالي وقوات الجيش الثامن والخمسين والفرقة الرابعة في سلاح الجو، وقوات تابعة لوزارة الداخلية وأخرى من حرس الحدود. وأعلن نائب رئيس هيئة أركان جيش مقاطعة القوقاز الشمالي الجنرال فلاديمير مايسترينكو ان المناورات الميدانية ستجري الأسبوع المقبل"، محدداً هدفها بتدريب القوات الفيديرالية ورجال امن وزارة الداخلية وحرس الحدود وسلاح الجو على العمل معاً في العمليات الخاصة التي تنفذ ضد المسلحين، والدفاع عن حدود روسيا. يذكر ان 80 في المئة من جرائم الإرهاب في روسيا تقع في المقاطعة الفيديرالية الجنوبية التي تعرضت اخيراً لتوترات سياسية نتيجة الصراع بين جورجيا وجمهوريتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا الانفصاليتين عنها.