زار الولاياتالمتحدة عدد قياسي من السياح الأجانب، على رغم غلاء أسعار تذاكر السفر بسبب ارتفاع أسعار الوقود. واستقطبت الولاياتالمتحدة 56 مليون سائح أجنبي في العام الماضي، بزيادة نسبتها 10 في المئة عن العام السابق، وفقاً لوزارة التجارة الاميركية، أنفقوا 122 بليون دولار منها ثمن تذاكر السفر، بزيادة معدلها 13 في المئة قياساً بالعام السابق. ويسجل صيف العام الحالي تدفق عدد من السياح الأجانب، هو أكبر مّما كانت عليه الحال في صيف العام الماضي، الذي بدوره كان قياسياً في عدد السياح. وتجذب الولاياتالمتحدة زواراً أجانب بسبب هبوط قيمة صرف الدولار بصورة تعتبر سابقة. وتعتبر تكلفة زيارة الأجانب زهيدة، إذ ارتفعت أسعار الإقامة في فنادق نيويورك بنسبة 11 في المئة بالدولار، لكنها لا تعدو 1.5 في المئة إذا احتسبت باليورو، وفقاً لموظف في"مؤسّسة سميث لأبحاث السفر"في ولاية تينيسي، وقال:"الزائر البريطاني إلى باريس سيلاحظ فارقاً كبيراً في التكلفة حينما يأتي إلى منتجع مثل أورلاندو في فلوريدا او إلى واشنطن". ورأى خبير في شؤون الضيافة السياحية في شركة"برايس ووترهاوس كوبرز"للخدمات المهنية ان"نمو عدد السياح خلال السنوات الخمس الماضية كان بمثابة محرّك اقتصادي بكل معنى الكلمة، ولولا السياح الوافدين إلى الولاياتالمتحدة لكان هناك تراجع ملموس في قطاع السياحة المحلية". أبرز الوجهات السياحية وتعتبر نيويورك ولوس أنجليس وميامي وسان فرانسيسكو وأورلاندو ولاس فيغاس وهونولولو وواشنطن العاصمة وشيكاغو وبوسطن من أبرز الوجهات التي يقبل عليها السياح. وفي حي هوليوود في لوس أنجيليس يتهافت السياح على"جادة المشاهير"وعلى"استوديوات يونيفيرسال"، وفي ميامي حيث النطق بالإسبانية شائع كالإنكليزية هناك نشاط سياحي يناسب كل الفئات الاجتماعية. ويتدفق السياح بأعداد كبيرة من أميركا اللاتينية وروسيا وشرق أوروبا، بوجه خاص إلى فلوريدا، ويتهافتون من كل بلد اوروبي تقريباً، كما ان الآسيويين يقصدون هاواي وكاليفورنيا، على الساحل الغربي. ومن الأماكن التي تجذب أعداداً غفيرة من السياح، مدينة الملاهي"ديزني وورلد"بالقرب من أورلاندو، ومسابح مدينتي بالم بيتش وميامي في فلوريدا وسواحلها. وشهدت لوس أنجيليس زيادة في عدد الزوار من بريطانيا وذروة في أعداد السياح من ألمانيا وفرنسا. رحلات منظمة من الصين وبموجب مذكرة تفاهم وقعتها وزارة التجارة الأميركية مع إدارة السياحة الصينية في 17 حزيران يونيو الجاري، أصبح بمقدور مسافري الاستجمام الصينين ان يزوروا أميركا في رحلات جماعية. وتقدر وزارة التجارة الأميركية أن هذه الرحلات المنظمة تجلب 300 ألف سائح صيني سنوياً، وهو عدد يتوقع ان يتضاعف بحلول عام 2011. ووافقت الصين على ان يصدر"الاتحاد الوطني للجولات"مقره ولاية كنتاكي الأميركية شهادات لمنظمي الرحلات الأميركيين عددهم 160 شركة كي يعملوا مع الصينيين القادمين لزيارة أميركا. وينفق السياح الصينيون مبالغ أكثر مما ينفقه السياح من بلدان أخرى، وبلغ متوسط ما أنفقوه في عام 2006 أكثر من 6000 دولار للشخص في الرحلة الواحدة. وينفق كل سائح أجنبي في المتوسط 2200 دولار خلال الزيارة، وتجذبهم في شكل خاص المحال والمخازن التجارية بأسعارها المغرية. وتفيد وزارة التجارة الأميركية أن حوالى 90 في المئة من الزوار الأجانب يجعلون من التسوّق أولويتهم القصوى. ومدينة نيويورك هي ميناء الدخول رقم واحد للسياح الأجانب، ويشكل ما ينفقه هؤلاء أكثر من نصف دخل السياحة للمدينة البالغ 28 بليون دولار. ويبقى السائح الأجنبي فترة أطول في نيويورك وينفق مالاً أكثر من نظيره الأميركي، كما أفاد كريستوفر هيوود الناطق باسم المنظمة السياحية للمدينة. وأضاف أن"الأثر الاقتصادي لهذه السياحة مهم جداً لاقتصادنا، وهذا ينطبق على كل المناطق الساحلية للولايات المتحدة، على جانبي المحيطين الأطلسي والهادي.