يقول المسؤولون في صناعة السياحة والضيافة الأميركية ان هناك دلائل على أن انخفاض أسعار الدولار الأميركي بدأت تعود بالفائدة على قطاع اقتصادي مهم وهو الفنادق، على الأقل، وذلك بسبب رخص أسعار الفنادق وغيرها من وسائل الراحة والاستجمام في الولاياتالمتحدة بسبب انخفاض العملة الأميركية. وفي الوقت ذاته، يقوم مسؤولو السياحة الأميركيون بطرح عروض سخية ومبادرات غير مسبوقة لمنافسة الدول السياحية الأبرز في العالم خصوصاً في أوروبا والشرق الأدنى والشرق الأوسط، بما في ذلك تقديم الفنادق الأميركية حقائب سفر من نوع فاخر ورحلات بالليموزين من وإلى المطار لكل من يحجز في فنادق الدرجة الأولى في بعض المدن الأميركية مثل واشنطن. وحسب احصاءات وزارة التجارة الأميركية فإن عدد الزوار الأجانب إلى الولاياتالمتحدة ارتفع بنسبة 15بالمائة في الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وكانت منطقة واشنطن العاصمة من المناطق التي سجلت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد السياح الأجانب في هذه الفترة، إذ ازداد عدد الزوار الأجانب إلى منطقة العاصمة الأميركية عن طريق مطاري واشنطن ريغان ودالاس بنسبة 11بالمئة عن الفترة ذاتها العام الماضي، إذ وصل عدد الزوار الأجانب الذين وصلوا إلى هذه المنطقة 1.8مليون زائر في الأشهر الثلاثة الماضية فقط. ويقول المسؤولون عن السياحة الأميركية في منطقة العاصمة ان التحدي الذي يواجه هذه المنطقة هو ما إذا كانت ستتمكن من تلبية "التوقعات العالية" لدى الزوار الدوليين المستعدين "للإنفاق" والذين يريدون أن يغامروا بتفضيل هذه على وجهات سياحية فاخرة ومكلفة مثل دبي وباريس. ونقل عن ضياء بابوجي المدير الاقليمي لشركة "تن لايفستايل مانجمنت" للرحلات السياحية في لندن قوله ان "الكثير من أعضاء شبكاتنا السياحية ينظرون إلى منطقة الساحل الشرقي للولايات المتحدة، مثل واشنطنونيويورك، كبديل ممتاز للمدن الأوروبية التي كانوا يختارونها لقضاء عطلاتهم القصيرة في نهاية الاسبوع الطويلة". ولكن بابوجي قال ان هؤلاء السياح "لا ينتظرون فقط مجرد ترقية درجة الفنادق التي سينزلون بها، بل وترقية الغرف التي يحصلون عليها في هذه الفنادق إذا ما قرروا التوجه إلى الولاياتالمتحدة، وهو أمر يحصلون عليه فعلاً". وذكر تقرير صدر مؤخراً عن مركز "ارنست أند يونغ غلوبال ريال استيت" الأميركي ان هذا الارتفاع في عدد السياح الباحثين عن السياحة الفخمة في الولاياتالمتحدة يمكن أن يرفع عائدات كل غرفة في غرف فنادق الخمس وأربع نجوم الأميركية بنسبة 6بالمئة على الأقل هذا العام. وذكر المركز أن فنادق الدرجة الأولى مثل الماريوت ورينيسانس تعرض صفقات تسميها "جواز سفر إلى نيويورك وبوسطن وواشنطن العاصمة" وتتضمن رحلات ليموزين مجانية من وإلى المطار فضلاً عن حقائب سفر لكل نزيل من نوع أميركان توريست الفخمة، وذلك كله لاجتذاب السياح الموسرين. ويضيف أن تقديم حقائب السفر المجانية يستهدف أيضاً دفع السياح إلى ملء هذه الحقائب بالكثير من الحاجيات والسلع الأميركية الرخيصة الثمن بسبب انخفاض أسعار الدولار، خصوصاً إذا قارن هؤلاء السياح الأسعار بين الولاياتالمتحدة وأوروبا، وهو ما يعود بالفائدة الاضافية على محلات المفرق الأميركية. وذكر فندق ريتز كارلتون الفاخر ذو الخمس نجوم في منطقة جورجتاون بالعاصمة واشنطن أن أرقام الحجوزات لديه قد تضاعفت هذا العام، وكان أكثر من نصف هذه الحجوزات من بريطانيا. أما فندق ويلارد ذو الخمس نجوم ايضاً في العاصمة الأميركية، حيث يرتاده في العادة رجال الأعمال الأثرياء، فقد لاحظ مسؤولوه أن غالبية رواده مؤخراً هم من شركات السياحة الخاصة التي يأتي زبائنها للاستجمام وملء حقائبهم بالبضائع الرخيصة الثمن من المحلات الأميركية الراقية مثل نيمان ماركوس وبلومنغديلز وآبل لأجهزة الماكنتوش. وقال أرون غيليسبي، مدير المبيعات والتسويق بفندق ميرلوس القريب من وزارة الخارجية الأميركية بالعاصمة واشنطن، وهو فندق من فئة الخمس نجوم أيضاً وتباع فيه الليلة بما بين 189و 425دولاراً، ان فندقه بدأ يركز منذ العام الماضي على اجتذاب السياح الدوليين الموسرين الباحثين عن الفخامة بأسعار مخفضة مقارنة بأماكن أخرى. وقال ان مجهود فندقه قد استفاد من بدء تسيير خطوط طيران جديدة بين واشنطن العاصمة والعديد من المدن الدولية الرئيسية بما فيها بكين وسيؤول ودبلن والرياض والدوحة. وقال ان هؤلاء السياح "يأتون لعيش خبرات أفخم، وهم ليسوا بالضرورة يأتون إلى هنا لفترات مطولة، ولكن انفاقهم يزيد بأربعة أضعاف عن إنفاق السياح الأميركيين الذين يزورون دولهم في المقابل.. كل ذلك بسبب الفروق في أسعار العملة".